​قرعة دوري الأبطال .. إنها مصطنعة

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

عتقدت لفترة من الزمن أن جمهور كرة القدم العربية بل الجمهور العربي عموما يؤمن أكثر ما يؤمن بأن وراء كل حدث غير عادي مؤامرة.

إذا فاز فريق صغير على كبير او سجل لاعب وصام آخرون أو نظمت البطولة في بلد دون غيره، فلا بد أن هناك مؤامرة.

ولكن في الفترة الأخيرة بدأت أعتقد أكثر أن الجمهور في العالم كله على هذا المنوال.

قبل أيام أجرى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرعة الدور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، وقررت القرعة أن على برشلونة ملاقاة مانشستر سيتي، فيما تعين على ريال مدريد مواجهة شالكة.

هنا بدأت الحكاية مع الصحافة الكتالونية التي غذت مشاعر التوجس لدى قرائها المقتنعين أصلا بوجود مؤامرة، فقالت في عنوانها الكبير "أصابع ريال مدريد لعبت في خفايا القرعة".

إنها قرعة مصطنعة يا سادة.. إنها خدعة كبيرة، لا بل عملية تجسس واستخبارات كونية هدفها ترتيب أوراق الفرق المتلاقية في كل دور بما يخدم المصالح التسويقية والمالية للبطولة وبما يساعد الأندية الكبيرة ذات الجماهيرية الطاغية على البقاء أطول فترة ممكنة.

هل يصدق أحد هذا الكلام.. وإذا كان فعلا هذا هو الحال فكيف يكون من مصلحة الاتحاد الأوروبي مثلا اخراج برشلونة صاحب الشعبية الطاغية من البطولة عن سبق إصرار وترصد.

ربما يتعين دائما النظر إلى ما يحدث من شاشة العقل وليس تحسس الحقيقة من "ذبذبات" المشاعر القلبية التي كثيرا ما تخدع صاحبها.

الجمهور الإسباني حاله كحال الجمهور الانجليزي والأوروبي عموما والذي أقنع نفسه في يوم من الأيام بأن فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 ليس انتصارا لدولة عربية صغيرة على دول عظمى كبيرة.. وإنما مؤامرة صنعها المال، وكأن المال ليس موجود سوى في قطر، وكأنها الدول العظمى لا تدفع الرشاوي.

إنها مصطنعة.. صدقوا إن شئتم.

كووورة: