الرياضة على طريقة مكيافيلي

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

من يقدم خدمة للآخر السياسة ام الرياضة؟ .. وهل حقاً تهتم السياسة بالرياضة؟ ام ان الرياضة هي من تقدم خدمة للسياسة؟! .. نحن نعلم ان السياسة والسياسيين لا يقدمون خدمات مجانية للرياضة، بل هم يبحثون عن مكاسب لا يدفعون كلفتها، ويتسابقون لاقتسام كعكتها عند كل حالة نصر، وهم الغائب الأكبر عند الهزيمة والسقوط في برك الفشل والعجز، بل انهم يقومون بتصديره إلى ضحاياهم من أهل الرياضة، وينبرون لمحاسبة المقصرين، فيصبح أهل السياسة هم القضاة بعد ان كانوا بالأمس القريب شركاء اقتسام كعكة الفوز والانتصار.
فالسياسة والسياسيين انتهازيو فرص، يبحثون عن أي فوز رخيص، أما مساوئهم فحدث ولا حرج (!!)، وإلا أين هم رعاة منتخب الأمل في كاس العالم للصغار، الذين تسابقوا لحضور مهرجانات التكريم.. أين هم اليوم من اخفاقاتنا المتكررة؟!.
ما نريد ان نقوله في هذه العجالة هو ان السياسة في بلدنا قد غلبت الرياضة، بل وامتصت بقايا روحها ابتداء بالأندية التي اصبحت تدار سياسيا، وتتلقى الدعم بحسب المزاج السياسي، وتفوز وتهزم لنفس الدوافع، بل حتى التتويج بالبطولات سياسيا أيضا.
ولو بحث القارئ في ادارات الاندية وداعميها لادرك بان رياضتنا مخترقة سياسياً من راسها الى اخمص قدميها، فالسياسة عندما تلج الى عالم الرياضة فهي تذهب من اجل تدعيم مصالحها السياسية وتحقيق مطامعها فقط .
لقد وصل الامر في بلادنا ان تكون الرياضة احد مفاتيح السياسة فدخل اليها المشائخ والعسكر والتجار، وكل منهم دخل اليها بحثاً عن وسيلة للوصول الى باب السلطان.. يا سادة دعوا الرياضة لأهلها فالمزج بين الاثنين يعني ان تحقق السياسة مكاسب جمة على حساب الرياضة.. ومن الآخر ملعون ابوها رياضة تلعب على طريقة الغاية تبرر الوسيلة.
هل من الممكن ان تصل بركات اللجان الثورية الى معاقل الفساد الرياضي قلبي يقول يا ريت وعقلي يقول لا ، لان ذلك معناة اننا نعالج الخطاء بالجريمة تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة.. ولنا لقاء آخر بعيداً عن منهاج (السيد) مكيافيلي .