- العولقي ( الخبر اليقين )

Monday 30 November -1 12:00 am
----------


عندما يخرج الابداع من رحم المعاناة يكون لأثره في نفوس الناس بالغ المكانة والأثر، ويكون صاحب الابداع بمنزلة خاصة، وعزيزنا محمد العولقي هو كذلك فلم يكن احداً يتوقع ان يتوج بجائزة افضل مقال في خليجي 22 في الاستفتاء الذي أجرته قناة الكأس القطرية ، بل كان الجميع يرقب الموقف شاخصاً ببصرة الى ما خلف حدودنا حتى عند ظهور اسم مبدعنا محمد العولقي ضمن المتنافسين الثلاثة في النهائي بقيت العيون على حالها مع رفدها بوافر الدعاء لكنها بقيت مقرونة بالدعاء فقط لا يغلفها أي إيمان بقدرة مبدع منا على الفوز بالجائزة، هل كان احداً منا يتخيل ان تكون هذه هي النتيجة؟ المنافقين فقط سيقولون نعم(؟!)، وهذا ليس تشكيكاً في أحقية التتويج للمبدع محمد العولقي، بل اقول أنه أكبر من ذلك، ولكني أشكك في يقين مبدعينا بقدراتهم .
محمد العولقي ببساطة كاتب يرسم بالكلمات لوحات جميلة ابدع من ابداعات كل الرسامين الانطباعيين والسرياليين والتكعيبيين وكل مدارس الرسم المعروفة لأنه ببساطة يكتب بكلمات تتنفس ابداع لا يختلف اثنان على قدرته في تطويع لغة الكلام للرقص على ايقاعات أفكاره، وقيمة وسلاسة لغته الشعرية.
يستطيع ان يشعل مساحات الجدل دون أي عناء فعلاقته مع الكلمات تندرج مع ما نسميه مجازاً بالموهبة الربانية او بمعني آخر عشقة للأخبار والأحداث وصانعيها وقدرته على تحليلها وتوصيفها ونقلها بقلق وهذا القلق يتمحور في خوفه من الخطاء أو الفهم الملتبس لما يعنيه ، لتكون حياته سلسلة من مسارات الصدقية والحب والترقب والقلق النبيل.
محمد العولقي كاتب تربى في مدرسة المعاناة والحفر في الصخر، تدرج غيرة منصات الترقي عبر السلالم الخلفية، وبقي هو على حالة صديقاً للكلمة النظيفة لا يزيف لون وجهة ولا يغامر بشرف مهنته .. فاته القطار الف مرة لأنه وببساطة كان يشرب القهوة في محراب إبداعه مع القلم والأوراق فلم يسمع صافرة بداية الرحلة التي تصنت عليها غيره في غفلة من الزمن فركبوا القطار مع الراكبين.
وبعد ان ظن الكثير من مبدعينا ان ليس لهم مكاناً من إعراب التقدير جاءت قناة الكأس بالخبر اليقين لتتويجه بأفضل مقال في خليجي 22.
فشكراً عزيزي محمد لأن تكريمك تكريماً لكل مبدعينا، وتأكيدا على اننا لا نقل مكانة عن غيرنا من المبدعين العرب.
لفتة كريمة ان يقوم اتحاد الكرة فرع عدن برئاسة المهندس محمد حيدان والمبدعان علي صالح واحمد الحسني بتكريم الاستاذ محمد العولقي في اختتام دورة المدربين في عدن، هي لفتة يشكرون عليها ويستحقون ان نرفع لهم القبعة احتراماً.