لا تنتقصوا من الأساطير!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

لن يطلب من مهاجم النصر السعودي نايف هزازي أن يسجل في شباك التعاون إن كان برأسه التي كان يتميز بها، أو حتى بأي من قدميه، ومن ثم يقوم برفع يده عاليا، حتى يقتنع «العقلاء» أنه في نفس القيمة والمكانة التي كان عليها النجم الأسطورة الهداف ماجد عبدالله، ذلك أن المقارنة مع أحد أهم الأساطير العربية، ليست السعودية فقط، يتطلب حضورا مميزا واستمرارا، لا أن يظهر في مباراة ويغيب في مباريات، وقبل ذلك لا شك أنه يحتاج الى نفس القيمة من الاخلاقيات التي امتاز بها ماجد عبدالله ولايزال، مثالا حسنا وقدوة، تجعل الصغار قبل الكبار، يدركون الحقيقة أنه لا خليفة حقيقية له، ولا مشابه، يمكن أن يحتاز على كل تلك الصفات.!

لا جدل ولا نقاش حول ما يتمناه الجميع والعاشقون للكرة السعودية، أن يكون لأخضرها المزيد من الأسماء والخيارات، وأن يكون التنافس حاضرا بينهم لتقديم الأفضل واستعادة أيام الزمن الجميل، لكن الخلاف الذي يمكن أن يكون، عندما نتناسى أو نتجاهل في بعض الأحيان، لما كان يتمتع به الأسطورة السعودية ماجد عبدالله، من ثقل ومكانة، ليس بداخل الملعب وفي جوانب فنية وفقط، بل وايضا تلك الكاريزما القيادية التي يمتلكها، وكان ولايزال وهجها، والتمعن فيها حاضرا حتى ما بعد الطويل من السنوات، وعندما نتمعن في تلك الصفات من «الموهبة» الربانية، وايضا العالي من الأخلاق، فليس من السهل ادخالها في اي مقارنة، ليست ظالمة في حق الموهبة وأسطورة كرة القدم الخضراء والصفراء وفقط، بل وايضا، من شأنها أن تظلم كل من يحاول ويجتهد من أجل أن يصل الى مثل تلك القيمة والمكانة والمستويات.!

ومن غير المعقول أن نأتي اليوم لنتابع لاعبا يسجل برأسه أو حتى يرفع يده مثلما كان يفعل تلقائيا الاسطورة الصفراء، لنقول انه المثال والقدوة، ونتنكر لتاريخ طويل وحافل مرصع بالمزيد من التضحيات والموهبة والوفاء والانتماء.!

لم يقدم نايف هزازي رغم ما كانت بدايته تشير بامتلاكه المزيد من القدرات والامكانات في تسجيل الأهداف، ما يمكن أن يقال عن حرص أو حتى التزام للتشبه، باسطورة النادي الذي يلعب له الآن، بل وعلى العكس تماما، انقاد في مسار آخر كليا، خرج من خلاله عن نص ملعبه، وما يمكن أن يكون على مستوى السامي من الطموحات والأهداف، ربما بسبب ثقافة عامة وقناعات، ومن الممكن أن تكون بسبب، عدم قدرة على تحمل ما يتحمله اللاعبون القدوة والنجوم والمثال من ضغوط وصعوبات والمتزايد من التحديات.!

ليست الرسالة التي يمكن أن تثار لهزازي الذي نأمل أن يغير من ثقافته وقناعاته والمزيد من التصرفات داخل وخارج الملعب، بل وايضا لكل من يجعل أمامه لاعبا نجما قدوة ومثال، في حجم وقيمة ماجد عبدالله الذي لا يظهر خليفته، ولا يمكن أن يقال إنه سيظهر قريبا أو حتى بعد سنوات.!

**نقلا عن جريدة الايام البحرينية