النني و«أنجليزية» صلاح!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

ما يمكن أن يكون قد أثير عن لاعب الوسط المصري محمد صلاح، قبل تجربته غير الناجحة مع تشيلسي الانجليزي، يفترض أن يكون الآن مطروحًا في التجربة التي لمن يتابع أن مواطنه محمد النني يمكن أن يخوضها مع نادي الارسنال الانجليزي، وبعد الأخذ في الاعتبار أن الظروف التي واجهها وسيواجهها النجمان المصريان، هي نفسها لا تختلف كثيرا، عطفا على القيمة التي ظهر عليها تشيلسي لحظة انتقال صلاح، وايضا ما يقف عليه الأرسنال الآن من مكانة كبيرة ومنافسة مزدحمة على صدارة الدوري الانجليزي.!
في مثل هذه الحالات، من الواجب أن يغلب على أي قرار التجسيد للواقع والمنطق، أكثر من الانقياد الى العاطفة والاندفاع تجاه الغموض في الرؤية والضبابية على ما يمكن أن يكون من مستوى عام، ومن غير المعقول، أن نفصل تجربة صلاح مع تشيلسي ومن ثم تألقه مع روما الايطالي، عن الحالة التي نتابع النني عليها الآن، وكيف أن الصورة التي أثرت بالسلب على صلاح، يمكن أن تتكرر نفسها مع النني، وبعد الاشارة الى فوارق كبيرة تفصل الارسنال عن بازل السويسري، وقيمة مختلفة كليا في التحديات للاعبين، وايضا ما يمكن أن يثار عن الفوارق في سرعة اللعب والإمكانات.!
إلى جانب ذلك يظهر الارسنال باحثًا عن لاعب الوسط المدافع، أكثر من حاجته للوسط الذي يميل الى الأدوار الهجومية، وفي ذلك شأن آخر من الواجب أن يضعه أصحاب قرار الانتقال في الاعتبار، عطفًا على تلقائية النني الهجومية، وتركيزه على المرمى والاندفاع للأمام، أكثر من الأدوار الدفاعية، والتي بحكم فطرته وتلقائيتة، لم يظهر في تجاربه السابقة مفضلاً لها أو متميزًا فيها، واذا ما أمعنا التركيز في قدرات اللاعب، وعلاقته الدقيقة بين المهام الدفاعية والأخرى الهجومية، فمن البديهي أن تشارك تلك المؤشرات، في كتابة سطور مختلفة في القناعات، وأن لا يكون النني الذي يمتلك قيمة مميزة وموهبة طموحة، ضحية أخرى لقرار عاطفي غير دقيق.!
ما يمكن أن يثار عن الجزائري رياض محرز وتألقه مع ليستر سيتي العائد قبل عام للدوري الانجليزي الممتاز، تختلف تماما في كل التفاصيل، ومن يدقق في الصورة الجزائرية، يجد أن اللاعب بدأ مع النادي في دوري الدرجة الأولى وصعد معه الى الممتاز، فضلاً عن تكوين مختلف كليا من الطموحات والضغوط، تختلف بالكثير من الأمتار، بين ليستر سيتي وبين الارسنال، هي الأخرى من الضروري أن تكون حاضرة لحظة التقييم، والتركيز على صورة جديدة، يمكن أن تكون عندما لا يتخذ الدقيق من القرار.! وعندما نتابع مفاوضات لأحد أندية القمة مع اللاعب المصري، فذلك ليس أكثر من التأكيد والاشارة الى القيمة الفنية العالية لموهبته، لكنها تظل مؤشرًا ايجابيا، يحتاج أيضا الى العديد من المؤشرات الأخرى، والايمان وقبل الانتقال من دوري يسيطر عليه النادي السويسري بازل منذ أعوام طويلة دون منافسة حقيقية من الاخرين الى دوري آخر تظهر فيه جميع الأندية وكأنها الأندية الأبطال، بضرورة الحاجة الى قرار مختلف وأهمية التدرج في المراحل التي تظهر ان محمد صلاح فشل فيها مع تشيلسي سابقًا وينجح فيها مع روما الآن.!