في مثل هذا اليوم 21 فبراير قبل عام تمكن الرئيس هادي من الخروج من العاصمة صنعاء بكل أفراد اسرته إلى مدينة عدن وهو ما وضع الحوثيين أمام مأزق حقيقي.
بالنسبة لي تركت صنعاء في 21 سبتمبر 2014 واتجهت إلى تعز وظليت متنقلاً لحوالي شهر خارج العاصمة، وبعد ذلك كنت أعود إلى صنعاء بشكل متستر ومتقطع وكانت أكثر أيامي اقضيها في تعز ولا أعود صنعاء الا متستراً طيلة الأشهر اللاحقة بسبب مضايقات الحوثيين واضطررت حتى إلى تغيير سكن عائلتي في صنعاء .
وفي نفس يوم 21 فبراير كنت عائداً من تعز إلى صنعاء وخرجت مبكراً من هناك وكانت الساعة تقريباً 10:30 وكنت لحظتها في ميدان السبعين وفجأة ارفع جوالي لأجد عدد من المكالمات الفائتة من أحد الأصدقاء الإعلاميين الذي كان قد علم بالخبر من مصادر خاصة جداً وشعرت بالقلق من كثرة عدد المكالمات، وقال لي بأن الرئيس غادر إلى عدن وانه يتوجب عليا مغادرة صنعاء لأن ردة فعل الحوثيين ستكون هستيرية وسيلاحقون كل من يؤيد هادي ولن يسلم الإعلاميين، حاول أن يقنعني بمغادرة صنعاء فوراً .
أصريت على التوجه إلى المنزل خلافاً لرغبة صديقي رغم أن مكالمة صديقي أثارت لدي القلق، وكان معي والدي في السيارة عرف بالموضوع وكتب منشوراً على صفحته بالفيس بوك سبق به الفضائيات ووسائل الإعلام عن خروج هادي من صنعاء وتمكنه من الوصول إلى عدن، وعند وصولي إلى المنزل سمعت أناس يتحدثون عن تجمع الحوثيين لنهب منزل الرئيس، وكانوا يتحدثون عن وفاة الرئيس خاصة أن تصريحات صدرت من وزيرة الإعلام قبلها بأيام تقول بأن هادي في حالة صحية خطرة، بينما كنت ووالدي نضحك على ما نسمعه عن وفاة الرئيس وننتظر لحظات الإعلان عن خروجه .
فجأة اشتعلت كل وسائل الإعلام بخبر وصول الرئيس هادي إلى عدن والذي كان بمثابة صفعة قوية للحوثيين وحليفهم عفاش، الذي حاول بث شائعات أنه يقف خلف خروج الرئيس هادي وأنه جاء بضوء أخضر ورضى منه، لكن الأحداث اللاحقة فضحته ورأينا كيف جن جنونه من خروج الرئيس إلى عدن .
وتناولت الغداء مع اسرتي وكنت أفكر جدياً بالخروج من صنعاء لكني تكاسلت وفضلت البقاء إلى حين أرى ردة فعل الحوثيين، وقلت ان في صنعاء شخصيات مهمة وكبيرة ولن يبحثوا عني في مثل هذا الظرف ولو اردوا ملاحقة أحد فسيلاحقون كبار السياسين وبقيت بعدها بصنعاء لأيام قبل أن اغادر مجدداً .
أصيب الحوثيين بصدمة بعد معرفتهم بخروج الرئيس بل أنهم إلتزموا الصمت تقريباً لـ 10 ساعات حتى مساء ذلك اليوم ولم يصدر منهم تعليق واضح على الأحداث لأيام، لقد شعروا أن الأوضاع خرجت عن سيطرتهم تماماً .
أصدر الرئيس هادي من عدن بياناً بثته قناة الجزيرة كان بمثابة إعلان نهاية إنقلاب الحوثيين فسحب إستقالته التي تقدم بها إلى مجلس النواب وأعلن إلغاء كافة القرارات التي اتخذت خارج إطار الشرعية في إشارة إلى ما أتخذه الحوثيين من قرارات واعلان دستوري وتشكيل لجنة ثورية .
يظل خروج الرئيس هادي إلى عدن لحظة فارقة في تاريخ اليمن أدت إلى إنعطاف كبير في سير الأحداث وغيرت موازين السياسة والحرب وكانت بداية الإنتكاسة للإنتفاشة الحوثية التي بدأت تقرع طبول الحرب بإتجاه تعز وعدن .