الخدمات الصحية قصور واضح

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
الخدمات الصحية
قصور واضح
 
 في أيام مضت وولت, كان كثير من الناس يحمل انطباعا وتصورا جميلا في نفسه عن مهنة 
الطب واهلها, فعند ذهابه لأي مستشفى للعلاج, يلاقي فيه كل اهتمام ورعاية, وعناية وحسن
 معاملة, من قبل ملائكة الرحمة, أطباء وممرضين, تعامل راقي وانساني, يدل على اهمية 
وعظمة مهنة الطب, هذا القطاع الهام في حياة الانسان, التي يبدو أنها اختلفت وتبدلت, 
وعفى عليها الزمن  الا من رحم ربي,  
حيث تعاني هذه الايام المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية من اهمال واضح وقصور فاضح, 
في أداء عملها ودورها, في تقديم الرعاية الصحية والعلاجية للمواطن, نتيجة عدم المتابعة
 والمحاسبة للجهات المعنية لها
فالواقع الحالي أذا اسعفت مريض, عليك ان تبحث عن طبيب للكشف عليه ومعاينته, تجري 
وتلهث خلف ممرض لتركيب فراشة او أعطى حقنه, لعدم وجوده بالقسم لانشغاله بأمور خاصة
اما كبار الاطباء والفنيين فلا تجدهم , أما  في اجازة او سفرية لحضور ندوة او مؤتمر 
علميا, وان وجدوا فدوامهم لساعات قليلة, ويختفون بلمح البصر, متواجدون في أغلب الاوقات 
بمراكز القطاع "السياحي" عفوا الخاص, لانها تدفع لهم أكثر, والحصة أكبر
تصاب بالحيرة والحسرة, وانت ترى وتشاهد تعاملهم, ونوع الخدمات الصحية ومحتواها,
التي تقدمها المرافق الحكومية, خاصة ان لها ميزانيات واعتمادات شهرية, لو أجًسن في 
اداراتها وصرفها, لغيّرت وطورت في عملها من الأسواء الى الأحسن بكثير, ولاكن كما يقولون 
ولا في البير قطرة يا صاح
ايضا النظافة فحدث ولا حرج, الاوساخ والحشرات ترى بالعين, والروائح تزكم الانوف في بعض
 الاقسام, كل هذا والادارات مشغولة بما أهم من ذلك كالحوافز وعلاوات وامور أخرى
 سوء التعامل والاهمال هذا مع المريض, وتدني الخدمات المقدمة في المرافق الحكومية اصبح 
امرا واقعا ملموسا, مما يجعل المواطن مطراً غير راغبا, على التوجه الى المراكز 
والمستشفيات الخاصة التي تضع نصب أعينها وهدفها, واولاً واخيراً الربح ولا سواه, دون النظر 
الى حالة المريض الصحية والمادية سوى ان كان غنيا او فقيرا
بل تجد بعض المستشفيات, يدخل في مزايدة وبيع وشراء مع اهل المريض, الذي يكون في اشد
 الحاجة لمعاينته وانقاذه, عن تكلفة العلاج او العملية, فان لم يوافق بما فرض عليه من
 تكاليف وشروط, فسيترك دون علاج رهينة لقدره وضرفه, حتى يدبر أمره
مع موجة غلاء أسعار الادوية والفحوصات المبالغ فيها, التي لا نظام او سقف يحد من
 ارتفاعها اليومي, فمن يراقبها ؟ ويضع حدود لها ؟ إلا أذا كانت الجهات الرقابية
 أسم على ورق فقط, 
 أصحبت مهنة الطب تجارة وشطارة, وكسب أموال طائلة للمشتغلين بهذا المجال, تستنزف وترهق
 كاهل المواطن العادي ذو الدخل المحدود, واصبح بين نارين, نار المرض والالم يعتصر جسده,
 ونار الغلاء يحرق ويلتهم ما في جيبه, 
سؤال موجه لوزير الصحة ومن يهمه الامر, هل من نظرة جدية, ووضوح لأهداف القطاع الصحي 
وانتشاله من الوضع المزرئ الحالي؟ وتحسين مخرجاته واعادة قيم واخلاقيات المهنة!!
 نريد جواب بالأفعال وليس بالأقوال !!