الوزير نايف البكري يكتب :

حزمٌ وأمل

Wednesday 27 March 2019 7:34 am
----------
على بعد أربعة أعوام من أهم منعطف تاريخي مرت به الحركة السياسية في تاريخ اليمن الجمهوري المعاصر، كان ذلك المنعطف بمثابة خطٍ فاصل بين ما قبله وما بعده على إثر محاولات انقلابية على شرعية الدولة ونظام الحكم الجمهوري.
الحزم والأمل، كانت نقطة تحول كبيرة في اليمن بشكل خاص و المنطقة ككل بالمنظور العام، حيث أنها رسخت مفهومًا جديدًا وواقعيًا للتحالفات الإقليمية مع دول الجوار أمام المشاريع التي تستهدف أمن المنطقة وباتت تهدد بصورة فعلية السيادة والخصوصية العقائدية والدينية لكلٍ من تلك الدول، كما أنها كانت أول تحرك من نوعه في وجه المشروع الإيراني وكبح أطماعه في إسقاط العواصم العربية وتصدير ثورته المزعومة، كيف لا وقد باتت اطماعهم السيئة قاب قوسين أو أدنى من التحقق.
لقد جعلت عاصفتي الحزم والأمل بقيادة ملك الحزم ، الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله، دول الإقليم أكثر قربًا واتصالًا ببعضها، ليس على الصعيد العسكري فحسب، بل وعلى الأصعدة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. كما أنها جعلت اليمن أكثر اندماجًا بالحاضنة العربية بعد أن كان هو الآخر قاب قوسين من الوقوع بيد المشروع الفارسي.
في اليمن كانت حلقة المشروع الحوثي هي الأضعف للاستهداف من قبل المشروع الإيراني، ونجحوا بالفعل بعد سنين طويلة في جر تلك الجماعة واقناعها بأحداث تشوهات فكرية على المذهب الزيدي الذي بات يتخذ موقفًا حازمًا ورافضا لتلك الجماعة، كما حاول المشروع الإيراني استهداف الحراك الجنوبي جنوبًا وفشل في جره فشلًا ذريعًا.
كانت خطة إسقاط اليمن واضحة المعالم ومرتب لها بعناية، إلا أن مفاجأة الانتفاضة الشعبية والمقاومة المسلحة الشرسة من قبل الشعب اليمني بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ومساندة العاصفتين "الحزمٌ والأمل" من قبل تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودة ودولة الامارات العربية المتحدة.
وبدعم التحالف استطاعت المقاومة أن تقلب الموازين في اللحظات الأخيرة، وواجهت بداية بإمكانيات محدودة جيوش جراره من الحوثعفاشيين، إلى أن انطلقت عاصفة الحزم فمالت الكفة واكتملت القوى، وما كان سيتحقق نصرًا في المحافظات المحررة الا بفضل الله ثم بفضل رجال المقاومة ودماء شهداءها الأبرار الذين حسموا المعارك بالميادين، وفي هذه الذكرى -ذكرى عاصفة الحزم- حريٌ بنا أن نخلد اسماء شهداءنا الأبرار الذين كانت أرواحهم فداء للوطن الغالي، ونخلد ذكر أبناءنا الجرحى ونرعاهم ونسطر بطولاتهم في صفحات من نور العزة والكرامة.
رحم الله الشهداء وشفى الله الجرحى
وحفظ الله اليمن العظيم وشعبه 
نايف البكري
وزير الشباب والرياضة
رئيس مجلس المقاومة – سابقا