الفاتح من يناير ٧٩ م

Sunday 29 December 2019 5:04 pm
----------
الرحيل المؤلم   .. يوم لن يبارح الذاكرة وروح سكنت شرج باسالم .  
ذكريات يرويها / فؤاد باضاوي
يوم ١/١ من يناير ٧٩ م يوم خالد في ذاكرة حضرموت عامة ومنطقة شرج باسالم على وجه الخصوص .. يوم رغم مضي السنوات الطوال على مروره يظل تذكار لاينسى يومها خاض فريق كرة القدم لناد التضامن بطل حضرموت في ذلك الموسم مباراة على كأس الثورة الفلسطينية أمام فريق النادي الأهلي بغيل باوزير . فريق النجوم وحينها وبعد مرور ٤٠ يوم على زواج حارس مرمام الإسطوري/ صالح أحمد الشاحت / يحين موعد المباراة المشؤمة وقد كان في إجازة شهر العسل يعني في راحة سلبية فوقع عليه الإختيار وقال لزوجته حينها هي ٩٠ دقيقة ويعود لشهر العسل .. لم يكن أحد يتوقع غير المألوف في هذه المباراة الكبيرة .. وكالعادة إمتلاءت مدرجات ملعب الفقيد بارادم وأطلق الحكم الدولي .. المرحوم أحمد الفردي صفارته وتنطلق حماسة اللاعبين هجمة هنا وأخرى هناك وينبري المدافع الشرس / حميدي باشطح/ ويسدد بيمناه قويه يتصدى الرشيق / صالح الشاحت / لها ببراعه ويبعد الخطر عن المرمى الأزرق .. ويعاود حميدي مباغتة الحارس التضامني هذه المرة فينبري الشاحت صقرا كعادته ويمسك بالكرة بطريقة بهلوانية وسرعان ماينهض ويعاود لعبها الى داخل الملعب وييؤشر بيديه منسحبا الى جنب المرمى كمن يودع الجماهير في تلك اللحظة العصيبة .. فيهرع اليه الحكم الدولي الفردي ويستشعر الموقف ويأمر بنقله الى المستشفى وأتذكر هذا المشهد جيدا ' مشهد دخول السيارة الى الملعب لنقل الحارس المصاب وقد علم حينها الحكم الفردي بوفاته ولكن ماذا يفعل أمام كل تلك الجماهير الغفيرة غير التوجيه بنقله الى مستشفى باشراحيل بالمكلا وطلع الى جانبه / عوض بافلح وتستمر المباراة بنزول البديل / درويش المشجري / وأنتهت المباراة بفوز التضامن وهرعت الجماهير للإحتفال بالكأس وإستقبلته في لحظة فرح متجه به الى منزل الحارس المصاب في نظرهم وقد إنتشر خبر وفاته مع وصولهم جنب المنزل ياللهول كنت صغيرا حينها . فقد خارت قواي وإنتقلت النسوة الى بيت الحارس الراحل في مشهد اللاتصديق بمقربة من النادي وأتذكر إننا إنتقلنا الى المجهول في ليلة ظلماء لاتسمع فيها غير البكاء وصوت القرآن يملاء البيوت وحكايات تنتشر هنا وهناك عن اللحظات الأخيرة لهذا المصاب الأليم للحارس متعدد المواهب .. صالح أحمد الشاحت شاهدت دموع في عيون ليست بوقحة ولكن لم أكن لاشاهدها هكذا عنوة في الطريق بين النادي ومنزلي  . ليلة لم أعشها ولم أتخيلها وقد كنت صغيرا حينها .. وحان موعد تشجيع جثمانه الطاهر من مسجد الجامع بالشرج الى مقبرة باعبود وكنت لأتخيل كيف سيكون ذلك وقد إحتشدت حضرموت عن بكرة أبيها لتودع إبنها البطل الى مثواه الأخير .. أتذكر الدموع وقد سألت من عيوني دون إستئذان والحالات أمامي في إغماات وجمود .. لحظات إختلط فيها الفرح بالدموع على مشارف مقبرة باعبود صليق النسوة تعلو المكان ودموع الأحبه تبلل الخدود يالآهي هاهي شرج باسالم تحتفل أم تنتحب أم ماذا ..
نعم رحل الفقيد /صالح أحمد الشاحت / الودود صاحب الإبتسامة الدائمة .  ذلك يوم وليلة لاتنسى في تاريخ منطقة شرج باسالم واليوم تحيي الذكرى جروح لم تندمل .. 
رحمك ربي فقيدنا الغالي لن ننساك وسيذكر أسمك كل ماحلت ذكرى رحيلك ياإبن الشاحت يابطل حضرموت !!