الى جنة الخلد ياساحر القلوب وعاشق عدن !!

Sunday 05 April 2020 6:18 am
----------
... ورحل عاشق مدينة كريتر ... رحل عاشق عدن والجنوب دون ضجيج ولا ( ربشة ) وحيدا بعد عناء ومعاناة السنين .. رحل عاشق المستديرة بعد مشوار رائع وبديع في ميادينها مع الزمالك المصري وهورسيد الصومالي ومنتخب الصومال ووحدة الإمارات ومنتخبنا الجنوبي والحسيني والتلال أيام كان للتلال وعدن شنة ورنة في جيل تلالي لا ولن يعوض مطلقا رحل بعد ملاء السمع والبصر صيته وذاع في ربوع أفريقيا وآسيا والوطن تنقل في أقطار عديدة ولم تملاء عينه الا الساحرة عدن وأهلها .. حافة القطيع وسوق الزعفران . وكل المطاريق لي تعرفها  هي عينه عن عدن الخير والحب والوفاء .. والكل قلبه في يساره وأنت قلبك في اليمين ياعاقل ...
كنت عاقلا ورصينا ومبدعا ومقنعا في الملاعب الى الدرجة القصوى وكان لعبك ينتزع الآهات من الحناجر في المدرجات وكم كنت سعيدا وأنت توزع البسمة على الجميع ...  كنت ساحرا في أداءك تتراقص بالمدافعين وتذهل الحراس حتى والكرة تسكن شباكهم ويالك من دعالة ..
الكابتن ( سعيد دعالة ) عاش هادئا قانعا في عدن لم تقنعه الأحداث التي شهدتها عدن بمغادرتها ولم يغادر الا إليها .. نقل تجربته للنشئ قبل أن يقعده المرض في البيت ... عانى طويلا وحيدا ولم ينكفه أحد وهو الذي كان يتمنى الجميع أخد صورة معه أيام العز أو حتى الى جانبه ياالله على هذا الزمان الردي . زمن اللاوفاء والجحود والنكران .. عاني الكابتن ( سعيد دعالة ) المرض من دون شكوى في بيته وبين أفراد أسرته ولم يعلم الا القليل من زملائه وأصدقائه بأزمته ومعاناته ومرت الأيام عليه مابين بعد وخصام الأقرباء ووينها أيامك في الملاعب ياملك خط الثمانية عشر وهكذا حال الدنيا ياعاقل...
نسج علاقة حب ووفاء بملعب المدينة ( الحبيشي ) وقلعة صيرة رمز مدينة كريتر وشوارعها الشهيرة .. حافة القطيع والهنود وسوق الزعفران ومقهى زكو وزمزم وغيرها .. الأماكن كلها مشتاقة لك يامن متعتنا وأمتعتنا سنوات وسنوات وأشبعت عيوننا وأفئدتنا بمهاراتك وفنياتك البديعة .. لم نشاهدك أيام عنفوان الشباب وشاهدناك قبل ختام مشوار الكرة ولكن كل من شاهدوك قالوا .. لم تشاهدوا كرة القدم بعد إعتزال الدعالة ويكفي أن يعزي في وفاتك الإتحاد الدولي لكرة القدم لأنك إسطورة كروية معترف بها وهدافا لإفريقيا تلاث مرات متوالية .. 
غابت شمس الحب وغاب العطاء والإنسان المفعم بالهدؤ المتواضع برغم تاريخه المشرق غاب وترك لأهله الحسرة والدموع .. لكن ستبقى ذكراه وتاريخه المرصع بالذهب ماثلا أمامنا وسيتذكره أبناء عدن والوطن على الدوام ..
ربنا يرحمك ويغفر لك ويسكنك الجنة . ويلهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان ...
إنا لله وإنا إليه راجعون !!