يا تفرح .. يا تقرح !!

Thursday 17 September 2020 5:07 pm
----------
** ستظل حكاية (قبول) دعوة حضور حفلة (فرح) أي كان نوعها أشبه بمغامرة خطيرة ومجازفة غير مأمونة العواقب لدى (العبد لله) ومثله كثير من الناس , في ظل استمرار  ظاهرة إطلاق الرصاص الحي في الأعراس والأفراح والمناسبات الإجتماعية الفرائحية الأخرى بهذه الصورة المؤسفة والخطيرة المثيرة للقلق والترقب حينا , والمسكونة بالحذر  والتوجس حينا آخر على نحو يدفعك (تلقائيا) لوضع يدك على قلبك وضرب (أخماس في أسداس) مع كل دعوة فرح تستقبلها ! 
**  وأنت ذاهب لحضور حفلة (فرح) تلبية لدعوة (عزيز)  أحرص على أخذ بعض الإحتياطات أو الإسعافات اللازمة على إعتبار  أن الوضع صار ما يطمئن أو بمعنى آخر خطير ما يستدعي الاستعانة بقراءة سورة (الفاتحة) ومحاولة إرتداء (واق) ضد الرصاص - أن أمكن - وأخذ (خرقة بيضاء) وقبل ذلك ينبغي أن تدعو الله بأن يجيب العواقب سليمة دون النظر في دلالات الجملة الأخيرة المدونة أسفل بطاقة الدعوة (وبحضوركم تكتمل أفراحنا) فقد يصير (الفاء تاءً) - لا سمح الله - فتقع الكارثة التي حولت في مناسبات كثيرة (الفرح) إلى (ترح) .. إلى (مآتم) .. وأحزان ومآس ستظل شاهدة على خطورة إطلاق الأعيرة النارية في حفلات الأعراس !
**  لذلك خذ إحتياطاتك الأمنية وإسعافاتك الأولية وكأنك ذاهب إلى ساحة حرب لا إلى حفل فرح , فقد تجد نفسك فجأة  هدفا ل(رصاصة) مجنونة طائشة تخترق جسدك وقد أنطلقت من (بندقية) مرتعشة بطريقة الخطأ أو (راجع) من السماء تسقط على رأسك فتوقعك (ضحية)  إما (قتيلا) في الحال أو (مصابا) في أحسن الأحول وإن (نجوت) من الموت ربما تعيش عمرك مقعدا أو (معاقا) دون ذنب سوى إنك (ضحية) لسلوكيات خاطئة وخطيرة وتصرفات صبيانية (حمقاء) يرفضها المجتمع , وأن كان هناك من لا يزال يرى أو يعتقد أن ظاهرة إطلاق النار في الأعراس عادة (مجتمعية) ونوعا من التفاخر وتأكيد محبة واحترام دون وعي بأنها ممارسات باتت تشكل قلقا للمجتمع ومخالفات صريحة يعاقب عليها القانون يجب تصحيحها وآن الأوان لمنعها ووقفها !
** هناك بعض المآس ما تزال حاضرة في الأذهان وحوادث مؤسفة تتكرر بشكل مستمر  دون أن تيقظ الحس الإنساني لهؤلاء في تحد صارخ للقوانين لتحصد معها أرواح بريئة كثمن لنشوة فرح عابرة ياما (قتلت) و(أغتالت) وتهاوت على وقعها (زغاريد) فرح ومظاهر بهجة وسعادة لتصدر إلى الضحايا أكوام من الأحزان وألوان من العذابات و(البكاء) والصراخ والنواح والبؤس والشقاء وأن كانت بنيران صديقة !
**  كم من مناسبة فرائحية أغتالتها تلك الممارسات .. تلك الرصاصات في غمضة عين مخلفة آهات وحسرات وصرخات مدوية وروائح الموت والبارود في غفلة من الزمن دون أدنى اعتبار لسكينة الناس وحقهم في الحياة !! 
**  حتما ستظل المحاذير والمخاوف وعلامات الاستفهام والقلق حاضرة , كلما لاح طيف حفلة فرح هنا أو هناك ولطالما استمرت عادة إطلاق الأعيرة النارية أثناء مناسبات الأعراس كتعبير عن الفرحة ولعلعة الرصاص عوضا عن الزغاريد !
 في ظل ضعف الوازع الديني والضمير الأخلاقي وغياب برامج التوعية وتراجع مستوى الردع الأمني خاصة وأن  ظاهرة إطلاق النار  توسعت بشكل كبير وخطير حتى صارت تغزو الملاعب الرياضية  ومباريات كرة القدم نتيجة تهاون السلطات والأجهزة الأمنية في تنفيذ مهامها وعدم التعامل بحزم مع تلك الممارسات الخارجة عن النظام والقانون .. وما لم يتم الضرب بيد من حديد ضد مرتكبي هذه الجرائم ستظل الظاهرة تمثل تهديدا للمواطنين في جميع المناسبات , فيما الضحايا في تزايد !!