اصطفاه الملك وقربه إليه لا ليكون صديقه بل لأنه رأى فيه صفات الموالي . "ليس للملوك أصدقاء" ، للملوك موالين وأعداء فقط . كل الذين تقربوا من الملوك لم يحضوا بصداقتهم ، كانوا موالين ، أو موالين بدرجة ندماء .
وقس على ذلك الرؤساء ، والقادة ، وحتى زعماء العصابات وغيرهم ممن يتسلقون القمة . لا يبحث هؤلاء عن الأصدقاء ، جميعهم يبحثون عن الموالين ليواجهوا بهم أعداءهم .
للصداقة معنى عميق لا يدركه كل من يتربع على القمة .
الصداقة جذرها اللغوي الصدق ، ومنها يشتق الفعل الذي يشكل الجملة الشهيره " أصدقه القول" ، ومن ممن يتربعون القمة يتسع مقامه للصدق !! فإذا اتسع قلبه ، فلا يتسع مقامه حيث تتضارب المصالح وتتنافر وتشتبك وتطيح ببعضها . في هذه البيئة المقام يقمع القلب ، وفيها تغيب الصداقة ، ويزدهر الولاء .. والولاء غالباً ما يكون هو أقصر الطرق المفضية إلى الخيانة .