الأمير علي بين المخاطرة والمناورة!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------


يبدو لي ان اعلان الأمير علي بن الحسين ترشحه لمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم – فيفا – قد جاء متسرعا وغير مدروس، بل واتوقع انه ردة فعل متسرعة بعد معرفته ان منصب نائب الرئيس الذي يشغله الآن اصبح في خبر كان، وانه ادرك ان آسيا - خلاص - حسمت أمرها، وهي ماضية في منح رجلها الأول – كرويا – صفة نائب رئيس الفيفا حتى يستقيم العود وظله، وهي تحسب ان آمال الكرة الآسيوية دوليا ستصبح بذلك في ذات اليد الأمينة التي تقودها قاريا، وهو الأمر الطبيعي منذ البداية، او هكذا هي ترى الوضع الصحيح المفترض للحالة الطبيعية.

وخلال الأيام الماضية التي اعقبت اعلان الامير الترشح، تابعت ما يمكن وصفه بالإجماع الآسيوي على مواصلة دعم السويسري جوزيف بلاتر لمدة رئاسية خامسة على راس الفيفا، كوعد قطعته القيادات الكروية الآسيوية منذ مدة تعود الى عام 2013م، وربما يكون الامير علي احد اطراف ذلك الوعد عندما كان مطمئنا على منصب النائب، واطلعت أمس على تصريح جديد ادلى به الامير علي لوكالة الانباء الاسترالية، أكد فيه اصراره على المضي في ترشحه لرئاسة اهم امبراطوريات العصر الحديث – فيفا - ، لكن ما فاجأني في التصريح هي غمزات ولمزات الامير علي، وهو يقول: «يميل الاتحاد الدولي الى ان يكون منظمة غير شفافة، لكنها اللعبة الاكثر شعبية في العالم، وينبغي ان نكون منفتحين ونعمل مع الجميع»، وهو تصريح مستغرب لان ما يتحدث عنه الامير هو الفيفا نفسه المؤسسة الذي يشغل فيها منصب نائب الرئيس.

وكمتابع عربي، اعتقد انه من الخطأ ان لا يستفيد الامير علي من تجربة سلفه العربي محمد بن همام، بوصفه آخر من حاول منافسة بلاتر (!!)، كما اعتقد ايضا ان من الخطأ الرهان على العواطف في مثلها معممة لا تخلو من لغة المصالح العامة، والارقام بالطبع، لان العاطفة امر لا يمكنه ان يحقق الهدف الذي يسعى الى تحقيقه الامير علي بن حسين، لسببين الاول هو ان المرشح الاردني لم يفصح عن الرؤية التي سيدير بها شئون الكرة العالمية مستقبلاً وماهي المصلحة التي ستجنيها الكرة العالمية تحت قيادته وفقا للأرقام، والثاني ان الترشح لم يكن الا ابن ساعته، ولم يأت الا رد فعل، ربما للمناورة على طريقة «بشره بالموت يقبل بالحمىّ»، التي قد تعيد اليه منصبه(!!)، الذي استطيع القول انه في طريقه لمن يستحقه، وما هو سائر فيه الامير الشاب علي بن الحسين - الان - لن يكون الا مجرد مغامرة خاسرة، وهو ما لا نتمناه لطاقة شابة بقيمة وقامة الامير علي الذي يستحق ان ينال المكانة الرفيعة، ولكن ليس على حساب مصلحة الكرة الاسيوية والعالمية.

وخلاصة ما اريد قوله هو اني لن اكون أول المثبطين لعزيمة الامير علي الساعي نحو سدة الحكم في امبراطورية الفيفا، لكنني اجد ان الفوز بمنصب عالمي فريد مثله له شروط موضوعية وذاتية لم ولن تتحقق لمرشح عربي في الوقت الحاضر، واعتقد ان عودة الامير علي للحضن الاسيوي هو الضامن الوحيد – له - للحصول على مكانة تليق، ومركز مناسب، ليتمكن من مواصلة خدمة الكرة الاردنية والآسيوية، والعالمية بالطبع.

 

عن الايام البحرينية: