لم تكن مباراة ( السوبر) المصري بين ناديي الأهلي والمصري البورسعيدي والتي أقيمت الجمعة الماضية على ستاد هزاع بن زايد بنادي ( العين ) في أبوظبي الإماراتية مجرد مباراة مبرمجة في روزنامة الاتحاد المصري لكرة القدم، على الأقل من وجهة النظر المتواضعة جدا لمحرر هذه السطور، من منطلق أن العبد الفقير إلى الله ( المحرر) خرج من متابعته للمباراة بحالة انبهار تام، ليس من شكل الأداء ـ على الرغم من قوته ـ ولكن من المشاهد الكرنفالية التي نجح منظمو الحدث في (صناعتها) خلال يوم كبير وجميل من حق الأشقاء في الإمارات ومصر أن يفخروا به.. ابتداء من فقرة البداية للمطربة الجميلة شيرين عبدالوهاب والتفاعل الرائع من قبل الجماهير التي بلغت أكثر من 23 ألفا بحسب المنظمين.. ثم دخول الفنان الجماهيري أحمد حلمي وشريكته الفنانة منى زكي خلال الشوطين وما أضافاه من متعة ، وأيضا البعد الإنساني لحضورهما الذي جاء ضمن برنامج لجمع التبرعات لصالح إحدى المؤسسات العاملة في مكافحة سرطان الثدي.. وغير ذلك من الفقرات التي جعلت من الموعد عرسا مصريا على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبالحديث عن حالة الألق التي عرفتها المباراة وما سبقها وتلاها، فإن الأمر يعود في المقام الأول إلى الاحترافية التي عمل بها المنظمون الذين لم تأخذهم العزة بما يمتلكون من خبرة وإمكانيات، واستعانوا بإحدى الشركات المتخصصة في التنظيم والتي أخرجت الحدث بصورة ترتقي إلى مصاف العالمية من حيث التنظيم والترتيبات الراقية.
في المحصلة، انتهت المباراة بفوز الأهلي بهدف من دون رد، وحصوله على الكأس رقم (10) من أصل (15) مرة أقيمت فيها هذه البطولة، لكن النجاح الذي تعدى تفاصيل الأداء داخل المستطيل الأخضر يبقى ماثلا للعيان، ليدل على عقلية أخرى يتعامل بها من يريدون النجاح ويؤمنون به رغما عن الظروف التي غالبا ما تكون شماعتنا لتبرير الفشل، كما أن المهرجان الذي نظم بمناسبة المباراة أعطى مؤشرا على نسبة نجاح عالية حققتها الشراكة بين الإمارات ومصر في هذا المجال الذي يمثل أحد ( الاستثمارات الواعدة ) ، ومن شأن النتائج الجيدة لتلك الشراكة أن تشجع على المزيد من التنسيق والتكامل على صعيد الرياضة العربية عموما بعد أن حققت الدولتان ( الإمارات ومصر) السبق بمهرجان ( الجمعة ) وما سبقه من فعاليات مماثلة.