يكفي احتفالات

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

سيقول قائل إن ابن عبدالله سعد العمري يغرد خارج السرب.. فالجميع يحتفل ويبتهج ويكرم المنتخب الوطني لكرة القدم لما قدمه في خليجي22، وسامي يطالب بوقف الاحتفالات بالمنتخب الذي شرف اليمن واليمنيين في الداخل والخارج.
ياجماعة ، خلوكم واقعيين، إلى هنا وبس خلاص.. يكفي احتفالات وتكريمات للاعبي المنتخب حتى لا نفسدهم، فما زاد عن حده انقلب إلى ضده، خصوصا وأن الاحتفالات تظهر وكأن المنتخب أحرز كأس الخليج، أو كأس آسيا، أو تأهل لنهائيات كأس العالم.. يكفي ودعونا ننظر إلى المستقبل، ولنتخذ من خليجي22 نقطة انطلاق إلى مستقبل أفضل.
اتحاد كرة القدم ومعه بعض وسائل الإعلام يبالغون كثيرا بالاحتفال بالمنتخب، وكأن الاتحاد أدى ما عليه وحقق ما يصبو إليه اليمنيون.
رئيس اتحاد كرة القدم أحمد العيسي طالب خلال تكريم المنتخب الاثنين الماضي بمنح كل لاعب درجة وظيفية!!.. هذا والمنتخب لم يحقق أي فوز، بل ولم يسجل أي هدف وخرج من منافسات خليجي22 من الدور الأول.. فماذا لو تأهل للدور الثاني؟!.. ربما كان العيسي سيطالب بتعيين كل لاعب مديرا عاما أو وكيل وزارة.. أما لو أحرز الكأس فربما سنرى العيسي يطالب بتشكيل حكومة كفاءات رياضية قوامها لاعبو المنتخب، فبقشان يتولى مهمة وزير الدفاع والمطري وزير الصحة، والحارس عياش وزير الداخلية، والصاصي رئيس الوزراء.. وجر لك جر!!
لا أقلل بما قدمه اللاعبون فهم يستحقون دعماً أكبر لصقل مهاراتهم.. وأعجبني التصريح العقلاني لنجم الكرة اليمنية أكرم الورافي لملحق "اليمن اليوم الرياضي" الثلاثاء الماضي حين قال: "لم نقدم ما يستحق كل هذا التكريم لكن ظروف الوطن وما يعانيه جعلت هذا إنجازاً كبيراً".. وأنا أتساءل هل طموحاتنا أن نصبح "أبو نقطتين" بدلا من "أبو نقطة"؟!!
لا أريد إحباط اللاعبين، لكن يجب علينا أيضا أن لا نعيش بعيدا عن واقعنا المرير، فاتحاد كرة القدم لا يملك استراتيجية أو خطة طويلة المدى لتطوير كرة القدم اليمنية، ولايزال يتخبط ويسيّر أموره بعشوائية واضحة، ولا يعرف العمل المؤسسي طريقاً له في أروقة هذا الاتحاد، كما أن المحبطات الاقتصادية والأمنية والسياسية كثيرة، وبسببها دخلنا العام الخامس من الحظر الدولي على إقامة المباريات الدولية في اليمن.
مشكلتنا في اليمن أننا شعب عاطفي أكثر من اللازم رغم المشاكل الكثيرة التي يعيشها اليمنيون ووصلت إلى حد الاقتتال بينهم، وقد يكون ذلك الاقتتال بسبب العاطفة أيضاً!!
يجب على قيادة اتحاد كرة القدم أن تلتقط اللحظة وتستثمر فرصة الزخم والاهتمام الرسمي والشعبي لصالح المنتخب وتطوير الكرة اليمنية وتحسين أداء الاتحاد، مالم فإن هذا المنتخب "الطفرة" سيذهب أدراج الرياح كما ذهب سابقوه.

ما غابت عنه الكاميرات
مشاهد رائعة كثيرة تتعلق بالجماهير اليمنية رأيتها بعيني خلال تواجدي في الرياض أثناء بطولة خليجي22.. لكن أبرزها سيظل ذلك المشهد حين كان الباعة الجائلون حول ملعب الملك فهد قبل مباراة اليمن والسعودية يبيعون العلم اليمني بـ40 ريالاً، والعلم السعودي بـ20 ريالاً فقط، وذلك وفق سياسة السوق (العرض والطلب)، حتى أن بعض الباعة الجائلين نفدت منهم أعلام اليمن ولم يبقَ معهم سوى العلم السعودي في حالة "بوار" وسط العاصمة السعودية.

 

نشر في اليمن اليوم: