سـامي العمـري

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

 ليس غريب أن لايعجبك مسؤول ما في بلدك، لكن الغريب أن تكره وطنك بسببه.

 من الممكن وجود سوء إدارة في مؤسسة أو اتحاد أو أي جهة ما في وطنك، لكن من الصعب أن تحقد على أي من مؤسسات بلدك.

 قد يكون من الطبيعي تدني مستوى الرياضة اليمنية، لكن من المستحيل أن نبغض الرياضيين أنفسهم.

 صحيح أن هناك سوء إدارة لكرة القدم اليمنية وطبيعي أن نكون مستاءين من ذلك، لكن ذلك لا يعني أن نكره منتخبنا الوطني الذي يحمل اسم اليمن.. وقد نجد من يقف ضد منتخب بلاده، وهذه حالة شاذة، صاحبها أشبه بمن يأكل لحم سواعده.

 غدا الأربعاء سيكون منتخبنا الوطني الأولمبي لكرة القدم على موعد مع بداية مشوار هو الأصعب في مسيرته الآسيوية، عندما يواجه نظيره العراقي في افتتاح نهائيات كأس آسيا للمنتخبات تحت 23 عاما والمؤهلة إلى أولمبياد ريو دي جانيريو بالبرازيل صيف العام الجاري.

 منتخبنا وقع في مجموعة قوية تضم إلى جانبه منتخبات من الوزن الثقيل في آسيا هي كوريا الجنوبية، العراق (حامل لقب النسخة الماضية)، وأوزبكستان، وجميعها فاز سابقا بلقب البطولة ما يعني أن آمال منتخبنا في التأهل للدور الثاني ضئيلة، لكنها ليس مستحيلة.

 مواجهات صعبة تنتظر منتخبنا الأولمبي، ونعلق آمال عريضة على عزيمة وحماس لاعبي منتخبنا الذين تجاوزوا ظروف أصعب مروا بها  ولازالوا مع وطنهم يمرون بها منذ قرابة 10أشهر من القصف والدمار.

 من المسلم به أن كرة القدم اليمنية في مستوى سيء للغاية لأسباب عدة أبرزها سوء إدارتها المتمثلة بالاتحاد العام للعبة.. غير أن ذلك لا يُسقط واجبنا كيمنيين في الوقوف خلف منتخبنا الأولمبي، لأنه ليس منتخب العيسي أو شيباني أو السنيني أو غيرهم، بل منتخب كل اليمنيين مهما تباينت رؤاهم وتوجهاتهم.

 وفي الظروف السيئة التي يعيشها حاليا اليمن وأدت إلى محنة وفتنة فرقت بين المرء وأخيه، ليس غريب أن نجد كل الفرقاء موحدين خلف المنتخب الوطني الذي أضحى في أمس الحاجة إلى المؤازرة والدعم، ليس المادي بقدر المعنوي كي يرفع رأس كل يمني، ويزرع البسمة في محياهم.

 أعلم أن منتخبنا لو حقق أي إنجاز في هذه البطولة فإن كلا من الفرقاء السياسيين في اليمن سيحاول تجيير الإنجاز لصالحه.. أما لو فشل فشلا ذريعا، سيرمي كل منهم اللوم على الفريق الآخر، وربما ذلك ما يقصده المثل القائل "للنجاح ألف أب وللفشل أب واحد".. لكن الجماهير اليمنية تدرك أن ذلك، إن حصل، فليس سوى بسواعد وأقدام شباب اليمن.

 ومهما بلغت سوء النتائج التي قد يحققها منتخبنا الأولمبي.. فن نلوم اللاعبين والجهاز أو ننتقدهم، لأننا نعرف مسبقا السبب والمتسبب، وما يمرون به من ظروف قاسية بسبب العدوان والحرب في وطنهم، ويكفيهم شرف الوصول إلى هذا المستوى بين كبار القارة الآسيوية.. لذا من وجهة نظري بات لزاما على الجميع الوقوف خلف هذا لاعبي هذا المنتخب، وتحية لهم مسبقا.. وقلوبنا معهم.