الأندية الرياضية في اليمن "مغنّي جنب أصنج"

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

 حال أنديتنا الرياضة ينطبق عليها المثل الشعبي القائل "مغني جنب أصنج"، فالجهات المسئولة عن الرياضة في واد والأندية في واد آخر، وكل يحرث من جهته والنتيجة ما وصلت إليه الرياضة من تدهور وحال يرثى لها من التخبط والضياع.

 فوضع الأندية الرياضية صعب وتعيش اختلالات فنية وإدارية ومالية وضعفا في بنيتها التحتية والمنشآت، وربما يعود ذلك إلى وصول قيادات إلى العمل الرياضي من خارج الوسط الرياضي، حيث تم استيراد بعضهم للرياضة بحكم امتلاكهم للمال والبعض للسلطة والآخر بسبب مكانتهم المجتمعية، وهكذا من الصعب عليك تأهيل هؤلاء في الجوانب الإدارية والفنية والمالية لأن الرياضة تحتاج إلى كوادر مؤهلة وكفؤة تقودها وليس أشخاصا دخلاء عليها، ويمكن استيعابهم في مجالس شرف يكون عملها غير تنفيذي ويقتصر على تقديم الدعم المادي وليس التدخل في الشئون الإدارية والمالية، وفي أحيان كثيرة التدخل في الشئون الفنية وأعمال المدربين بل إن بعضهم يفرض على المدرب لاعبين بعينهم كشرط لاستمرار دعمه وهكذا هو المشهد الواقعي للأندية الرياضية في اليمن.

 وعندما تغوص أكثر إلى واقع الكثير من الأندية الرياضية في بلادنا ستجد العجب العجاب من الأمور التي ربما لا تجدها في أي مكان آخر في العالم حتى في البلدان المتخلفة رياضيا مثلنا وبإمكان أي شخص التأكد منها خلال زيارة ميدانية والتعرف عن قرب على سير العمل والأداء في الأندية، فعندما تبدأ زيارتك من مقراتها الدكاكينية والتي لا يمت أكثرها للمنشآت الرياضية بأي صلة وحينما تبدأ رحلة البحث عن المسئول في النادي يتم إحالتك في غالب الأحوال إلى مستلم البوفية الذي ربما يعرف من تفاصيل وخفايا الأمور أكثر مما يعرفه بعض الإداريين أنفسهم، فهم يكتفون في حالات نادرة بحضور الاجتماعات التي تعقد في منزل رئيس النادي أو نائبه أو أي شخص من الإداريين حتى لا يعرف أحد ما يدور فيها، وإذا كان لديك ورقة تريد ختمها، تبدأ عندها رحلة البحث عن صاحب الختم في الشوارع والبوفيات وإذا وجدته فأنت محظوظ، وهكذا تدار أنديتنا الرياضية والجهات المسئولة غائبة تكتفي بحضور الفعاليات والإشادة بجهود الأندية أمام وسائل الإعلام فقط ولم نشاهد أي مسئول من هؤلاء يقوم بجولة في الأندية ويتعرف على أوضاعها وما تعانيه والجلوس مع الناس لتدارس المشاكل والصعوبات ووضع الحلول المناسبة لها.

 مما لاشك فيه أن غياب القوانين واللوائح المنظمة لعمل الأندية والهياكل التنظيمية الحقيقية وكذا عدم وجود المتابعة والتقييم من قبل الجهات المعنية المسئولة عن الرياضة سواء في الوزارة أو مكاتبها في المحافظات لأوضاع الأندية؛ يؤدي إلى مزيد من التدهور والضياع ويفاقم المعاناة التي يعيشها الرياضي في اليمن جراء هذه الأوضاع المأساوية لأنديتنا والذي ينعكس سلباً على الأوضاع الرياضية في البلد لأن كل طرف يعمل بمعزل عن الآخر كما في المثل "مغني جنب أصنج".