فساد وفساد

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

استدعت المحكمة العليا الإسبانية رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، وذلك للإدلاء بشهادته أمام القاضي ايلوي فيلاسكو في قضية الفساد وغسيل الأموال الشهيرة المتهم فيها رجل الأعمال الإسباني أليخاندرو دي بيدرو، وستكون الشهادة حول الخدمات المقدمة للنادي الملكي من قبل شركة الدراسات الرقمية التحليلية المتهم رئيسها بقضايا فساد.


بالطبع فإن قضية الفساد هذه والمنظورة أمام المحكمة متهم فيها شخصيات كبيرة يُجرى التحقيق معهم دون النظر إلى مكانتهم السياسية والاجتماعية والرسمية، ولكن ما يهم هو التحقيق، ومن ثبت عليه الجرم تتم معاقبته ليكون عبرة لغيره، وربما ينال رئيس ريال مدريد حظه من العقوبة إذا ما ثبت أن الخدمات التي قدمتها الشركة للنادي كان وراءها شبهات وفساد حتى ولو كان رئيس أحد أكبر الأندية في العالم، وبالمثل فإن رئيس نادي برشلونة تم استدعاؤه إلى المحكمة في قضية شبهة الفساد في صفقة اللاعب البرازيلي نيمار، وهكذا فإنهم ليس لديهم خطوط حمراء في مكافحة الفساد ومحاربته، لأنهم يعرفون أن الحفاظ على بلدهم وثرواته وإمكانياته وأمنه واستقراره يبدأ من القضاء على الفساد والفاسدين، باعتباره آفة تجتث كل شيء في طريقها، ولا بد من مواجهتها بشتى الطرق والوسائل، ومنها وسيلة الردع والعقاب للفاسدين.


أما نحن في اليمن فبالتأكيد أنك ستسمع العجب العجاب من حكايات وروايات حول الفساد والمفسدين، وسأقتصر هنا في هذا الحديث عن الفساد والمفسدين في قطاع الرياضة والشباب الذي يشهد فساداً منقطع النظير وسكوتاً على الفساد أكبر من الفساد نفسه، رغم كل ما كتب وقيل، لكن لا حياة لمن تنادي، فكل الهيئات المناط بها مكافحة الفساد تصم آذانها وتعمي أبصارها عن كل ما يجري من وقائع فساد في وزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب، مما يجعل الفاسدين يستمرون في فسادهم ونهب أموال الشباب والرياضيين، بل أنهم اخترعوا وابتكروا طرق ووسائل حديثة، إضافة إلى الطرق القديمة ليكون الفساد مزدوجاً ويؤتي ثمرته، ومما لا شك فيه أن كل فاسد يزيد في فساده إذا ما وجد سكوتاً عليه، بل أن ذلك يشجعه على الإكثار من الفساد والتفنن فيه.


هيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ونيابة الأموال العامة ومحاكم الأموال العامة و.... و.... كلها جهات يفترض بها القيام بدورها وواجبها على الوجه الأكمل في محاربة الفساد ومكافحته ومعاقبة المفسدين، لكنها لم تعمل شيئاً، والدليل أن كل الفاسدين في قطاع الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب لم تهتز لهم شعرة واحدة، وما زالوا يواصلون فسادهم، لأنهم يعرفون مسبقاً أن كل هذه الهيئات مجرد حبر على ورق، ولم تكلف نفسها حتى استدعاء أي فاسد رغم كل البلاغات والشكاوى، ورغم كل الانهيار الذي أصاب هذا القطاع الكبير.


والتساؤل الذي يطرح نفسه في أوساط الجميع هو: متى سنرى المحكمة اليمنية تستدعي الفاسدين في صندوق رعاية الشباب والرياضة لتحاكمهم حول جرائم الفساد التي اقترفوها؟ ومتى سيكون لدينا هيئات رقابة ومحاسبة ومكافحة للفساد والفاسدين تقوم بواجبها على الوجه الأكمل لردع الفاسدين الذين يعبثون بالمال العام ويدمرون البلد وينهبون ثرواته في أي قطاع كان، وفي أي موقع للمسئولية كانوا؟