اتحاد كرة القدم .. شيخوني وأدي البقرة

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

 تحدثنا كثيراً عن ما يجري في الاتحادات الرياضية اليمنية من مهازل وربما لن يكون آخرها ما يحدث في اتحاد كرة القدم من مهاترات بين أعضاء الاتحاد والإداريين المكلفين بتسيير شئون المنتخبات الوطنية وما جرى أيضاً خلال مهزلة التفاوض مع المدرب سكوب وغيرها من الأمور التي تزيدنا تأكيداً أننا كنا ومازلنا في الطريق الصحيح حينما نوجه النقد لأداء اتحاد كرة القدم الذي بلا شك يعتبر أكبر بوابة للفساد والفوضى في الرياضة اليمنية.

 وما دفعني كثيراً للحديث عن هذا الاتحاد ما قرأته في إحدى الصحف اليمنية التي نقلت خبر استقالة إداري المنتخب الزامكي والذي أرجع سبب استقالته لتصرفات نائب رئيس الاتحاد باشنفر الذي وصفه بأنه يتصرف بمفرده وبشكل مباشر مع اللاعبين والمدرب دون الرجوع لأحد والمصيبة الكبرى التي كشف عنها الزامكي أن باشنفر هو من يورد الملابس الرياضية للمنتخب من شركته الخاصة وأن المنتخب الآن بدون ملابس وينتظر توريدها من شركة باشنفر كما أن الأمين العام شيباني متهم بأنه يتصرف في الأمور الإدارية للمنتخب بمفرده ولا يرجع لأي كائن في الاتحاد ما أثار حفيظة وامتعاض عدد كبير من أعضاء الاتحاد لأنهم أصبحوا كالدمى.

 طبعاً كل هذا يجري ورئيس الاتحاد في فلك لوحده وكأنه غير معني بهذه الأمور وكأن إدارة شئون الاتحاد ليست من صميم عمله واختصاصاته وكأنه تم انتخابه ليكون مجرد ديكور لشيباني وباشنفر أي انه يكتفي بوضع اسمه على الرسائل وصورته في مبنى الاتحاد والحضور الصامت في المؤتمرات والاجتماعات القارية والدولية ولسان حاله يقول هذا يكفيني حتى لو دفعت كل اموالي من اجل ذلك كما يقول المثل الشعبي "شيخوني وأدي البقرة"، وهذه هي الكارثة الكبرى أن يكون لدينا مسئولين في أكبر الاتحادات الرياضية اليمنية بهذه العقليات فإما مسئول يجهل أساسيات الرياضة وكل همه الظهور أو مسئول كل همه كيف يستفيد منها وتنمية وتطوير شركاته وأمواله، وهؤلاء جميعاً لا يستطيع أحدهم إدارة نفسه فما بالك بإدارة شئون الرياضة التي تتطلب عقليات كفؤة وقادرة على تسيير الأمور على اعتبار أن الإدارة علم وفن وليست مجرد وجاهات وأموال ولأن الإنسان مهما امتلك من أموال إذا لم يمتلك العقل لإدارتها فإنها ستذهب سدى وتطير كالرياح وهذا بالفعل ما يحصل، فرئيس اتحاد القدم كما يقال ينفق الملايين على كرة القدم لكنها لم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام بل زاد تراجعها بشكل كبير جداً ولم تنفع تلك الأموال الطائلة التي تنفق عليها كما يقال وهذا يؤكد أن المال ليس كل شيء إذا لم يوجد العقل المدبر الذي يديره ويستفيد منه.

 أعتقد أن الأمر بحاجة إلى إعادة نظر في كل شيء بداية من تطوير التشريعات والقوانين المنظمة للرياضة وتغيير مفاهيمنا حول أهمية الإدارة الرياضية مرورا بكيف يجب أن نختار الرجل المناسب في المكان المناسب وليس من أجل الجاه والمال حتى نتقدم ونصل إلى النجاح المطلوب وأن نبتعد عن أولئك الأشخاص الذين كل همهم أن يكونوا مجرد ديكورات ولو كان ذلك على حساب الرياضة المسكينة التي تئن تحت وطأة تخلفهم وجهلهم.