الايتدخل " الرئيس"

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

التصفيات المؤهلة للنهائيات الاسيوية والمونديال، ولم يشارك في أي توتر يمكن أن يحسب في غير صالحه، لكنها صورة واضحة وجلية، لمفهوم العمل المؤسسي، الذي يتعامل به رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، في ادارته لشؤون ومهام الكرة الاسيوية، بعد ايمان واضح بضرورة، أن تتحمل اللجان والدوائر مسؤولياتها، وتظهر مدركة ومضطلعة، بما يسند اليها من واجبات، وما يتطلع أن تحققه عن طريقها من أهداف وطموحات.
أي متابع لحالة التوتر السياسية التي ترافق العلاقة بين مملكة البحرين، والجمهورية الايرانية، كان من التلقائي، أن يفسر تعيين الحكم الايراني محسن تركي، لادارة المباراة مع الكوري الشمالي، في غير صالح المنتخب البحريني، مثلما هو التفسير الذي تلجأ اليه غالبية لجان الحكام، عندما تجنب الحكم الذي ظهر مع أي فريق في خسارة سابقة، أن يكون حاضرا في المباراة التي تليها، ليس بسبب مشاركته بالخسارة بقدر، ما هي الجوانب النفسية التي تراعيها اللجنة لابعاد الحكم وكذلك الفريق الخاسر سابقا عن الضغوط، أو أي تداعيات أو انتقادات.!
كان من السهل جدا، أن يبعد الحكم الايراني عن المواجهة البحرينية، ان كان بالاشارة أو بالايحاء من رئيس الاتحاد الاسيوي، لأي من المعنيين بالأمر والمسؤليات، خاصة بعد حالة من الاشارات التي ظهرت حول امكانية أن يتسبب الحكم في زيادة الضغوط على المنتخب البحريني، لكنها الفرصة السانحة والواقعية، حتى نتحدث، عن ضرورة قصوى، أن يمنح القائد للمؤسسة، جميع دوائر ولجان المؤسسة، كامل الصلاحيات التي تقر بحكم مسؤولياتها واختصاصاتها، اشعارا لها بقيمتها وأيضا مكانتها، وأنه لا نفوذ للرئيس في تهميش أدوارها وقدراتها.!
لا خلاف على عدم دقة لجنة الحكام الاسيوية التي يترأسها الصيني زهانج جيلونج، في اختيار الحكم الايراني، للظهور أمام المنتخب البحريني، وفي مباراة حساسة ومؤثرة، الا أن ذلك لا يعني اطلاقا، أن يقوم رئيس الاتحاد الاسيوي بهدم، أي مشروع للعمل المؤسسي منذ بدايته، بسبب قرار غير دقيق من لجنة، أو من رئيسها، كونها ستعتبر من التخيلات غير النظامية، التي لها أن تنسحب بالسلب على بقية تفاصيل ولجان المؤسسة بشكل عام، وتمهد لتدخلات غير قانونية من مسؤولين آخرين، بحجة أن الرئيس الذي وضع النظام، لم يحترم هيبته ومسؤوليه.!
ان وقوع بعض اللجان في مثل تلك الأخطاء، ان كان بسبب عدم قراءة رئيسها، أو المكلف بتعيينات الحكام، ما يدور في الواقع من أحداث مختلفة، وعلاقات متوترة بين بعض الدول، لا يعني اطلاقا تجنيب البعض من أعضاء اللجنة المسؤولية، خاصة اذا ما تحدثنا عن لجنة حكام، تضم في عضويتها البحريني عبدالرحمن الديلوار، والذي كان من الواجب، أن يكون له حضور ومشاركة قبل التعيينات، لاعتبارات أن اللجنة بكامل أعضائها تظل مسؤولة، عن أي خلل، مثلما تكون مسؤوليتها حاضرة عن أي نجاح، ليس رئيس اللجنة فقط.
ان ايمان رئيس الاتحاد الاسيوي بالضرورة في التركيز على العمل المنهجي والمؤسسي، لا يمكن أن يدلل على الضعف وقلة النفوذ، بقدر ما يبرز من خلاله القيمة الكاملة للقيادة الحقيقية والعمل المؤسسي، الذي يمكن للمؤسسة ومن خلاله، أن تستمد الكثير من شخصيتها وهيبتها، وتصبح مثالا دقيقا، لعدم التداخل في الصلاحيات والاختصاصات، وتزرع من الأمثلة، ما يمكن لمؤسسات أن تقتدي بها، وهي بالصورة والقيمة المطلوبة، أن تصل غالبية المؤسسات الى مثل تلك الأهداف والمسارات، ذلك اننا نتحدث اليوم، عن مواقف وأحداث، من شأنها أن تسجل موقف، وتوضح صورة بسيطة، لكننا في الغد يمكن أن نتباهى بمجموعة أكبر من المكتسبات، هي نفسها ما يمكن الاشارة اليها بحضارة المؤسسة وهيبتها.!