لن يصنع السلام من يأتي للحوار بعقلية العسكر مستقو بما ترك خلفه من انتصارات عسكرية يقايض بها على طاولة الحوار لاستبدالها بمكاسب سياسية يقطف ثمارها لاحقا في بنود الاتفاق ، الوطن في مخيلته مجرد شركة اسهم و صرافة .
لن يصنع السلام اناس يبذرون بأقلامهم بذور الحرب بين سطور الاتفاقيات التي يسطرونها حين يأتون الى الحوار بعقلية الوريث بدلا من عقلية الطبيب ، ينعون مورثهم الذي لم يمت '' ليرثوه '' بدلا من محاولة إنعاشه ، يحصرون الاملاك ويفرزون الحصص بحسب ميازين القوة .
لن يصنع السلام من يأتي للحوار ممتلأ من اعماقه بنزعات العنصرية او مستنشقا دائما انفاس العبودية ، ملتزما بحرفية أقوال سادته الذين جسد صورهم في مخيلته بديلا لصورة الوطن .
لن يصنع السلام إلا من يمتلك مقومات صنعته بدئ من التسليم بمستحقات الوطن ، صيانة التراب والسيادة والاقرار بحقوق المواطنين جميعا ، احقية الانتفاع بالثروة والتشارك فيها وفي الحكم وصناعة القرار دونما تمييز او ادعاء لاحد بأحقيته دون الآخرين في اين من تلك الحقوق على اساس عنصري مهما كان ادعائه .
سيصنع السلام من يؤمنون بالسلام و يقدرون الانسانية ، من يثمنون النفس ويكبرون ازهاقها ، من يحضرون للحوار من اجل اليمن فقط ولا شيء سواه، يوم لا يضم الحوار حول طاولته سوى من يستنشقون انفاس الحرية "عشاق الوطن السيد المستقل " رواد الصلاح ، تواقو العدل والمساواة ،يومها يكون الاتفاق ويصنع السلام القابل للحياة .