لكل حرب كواليس قد تسبقها او تتزامن معها تكون لها بمثابة القلب النابض الذي يحركها و عاصفة الحزم مؤكد ان لها كواليس منها ماتم كشفه ومنها ماسيظل طي الكتمان .
احد ى هذه الكواليس التي تم الكشف عنها ما اعلنته السعوديه ان لقاء جمع محمد بن سلمان مع احمد علي عبدالله صالح في قاعده عسكريه جنوب السعوديه الامر الذي نفاه احمد علي بمعنى ان كل طرف تعمد اخفاء الحقيقه من جهته فالسعوديه اكدت حدوث اللقاء لكنها زيفة تفاصيل مادار في اللقاء ونتيجته بينما الطرف الاخر انكر حدوثه تماما ومن المؤسف ان الناس قبلوا تفاصيل الرواية السعوديه بكل سذاجه .
المؤكد ان اللقاء حدث بالفعل لكن نتيجته لم تكن كما ذكر السعوديون اختلاف بين الطرفين ورفع اصوات بل كان اتفاق على التخلص من كل ما يهدد مصالحهما المشتركه في اليمن وكان احداها هو تنفيذ المرحله الثانيه لتدمير اعداء الطرفين المتمثل بانصار الله والاخوان وفق خطه تم وضعها وتنفذ على الواقع عبر عاصفة الحزم .
وبحسب تسلسل الاحداث يبدو ان الاتفاق كان التزام صالح بدفع انصار الله لاجتياح المحافظات الجنوبيه وصولا الى عدن ليصبحوا هدف عسكري مشروع بعد ان يطلب هادي التدخل العسكري من دول الخليج الطلب الذي تستجيب له السعوديه فورا كما تقوم بالضغط على الاصلاح للاصتدام مع انصار الله في كل الجبهات وتركهم في حالة صدام عسكري حتى ينهك كلا منهم الآخر .
للأسف نجح صالح بمهمته ودفع بانصار الله حتى وصلوا عدن بينما كانت استجابة الاصلاح للضغوط السعوديه محدوده تمثلت ببيان تأييد و قيادة جبهتين فقط ذلك ادى الى ارباك المرحله الثانيه كما اربك المرحله الاولى العام الماضي ٢٠١٤م بإنسحابه من المواجهه العسكريه .
بالتأكيد لم ينقل لي هذا الخبر احد الحاضرين في اللقاء ولم اقرأه في صحيفة اخبار بل قرأته من واقع العلاقه ومتانتها والمصالح المشتركه بين الطرفين السعوديه وصالح كما قرأته من واقع احداث العام الماضي التي تمثل الجزئ الاول لهذا المسلسل الذي بدأ من دماج صعده مرورا بعمران وصولا الى صنعاء وموقف السعوديه وصالح من كل هذه الاحداث والدور الذي لعبه كل طرف منهم.
فمن يقرأ الاحداث بإستقلالية يمكنه قرآءتها من الزاويه الصحيحه الامر الذي يجعله قادرا على استيعاب حقيقتها والوقوف منها في المكان الصحيح ومن استوعب الجزئ الاول لحدث ما على حقيقته كان بمقدوره كتابة جزئه الثاني بيده واكتشاف كواليسه حين حدوثه .