عن النهاية المهفوفة لمسلسل هفة

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
بدت اشارات النجاح تلوح في الافق للمسلسل اليمني هفة لو لا هشاشة حلقته الاخيرة التي ختم بها هذا المسلسل حلقات جزأه الاول .
فإلى ما قبل الحلقة الاخيرة ، كل شيء بدا في المسلسل مدهشا للغاية لانه باسلوب جيد ورائع تعرض لتفشي ظاهرة عصابات الاجرام التي تمارس انتهاكاتها وجرائمها خلف الكواليس في بعض المؤسسات الاجتماعية لاسيما الصحية وبالاخص المصحات النفسية والعقلية التي تناول المسلسل بعض جوانب 
 الاجرام والافساد فيها والمتعلق باسترخاص ارواح الاشخاص مسلوبوا العقل والاستهانة بانسانيتهم وارتباط كل هذا الاجرام بالفساد المالي .
 
.
عموما المسلسل جذب اليه المشاهد اليمني لعدة اسباب اهمها خصوصية المشكلة التي كتبت تحت عنوانها احداث المسلسل وتم عرضها باسلوب رائع ميزها عن بقية المسلسلات اليمنية ، فمن خلال هذا المسلسل ابرز الانسان اليمني مقدرته على الابداع في هذا المجال بكل جوانبه لاسيما الممثلون منهم والذين اظهروا كفائتهم على اداء ادوارهم الفنية بشكل جيد واثبت الممثل اليمني بانه جدير بالابداع في هذا المجال ، الامر الذي من شانه ان يجعله قادرا على المنافسة فيه على المستوى الدولي مستقبلا .
 
تابعت احداث المسلسل الى حلقته قبل الاخيرة والتي كانت مثيرة جدا الى درجة انها دفعتني لتوقع سيناريوا لاحداث الحلقة القادمة الاخيرة والتي كان بديهي وطبيعي ان تكون مثيرة كما توقعت لتتناسب مع ما قبلها من مشاهد مثيرة ايضا لكن للاسف تفاجأت بهشاشة وركة المشهد الختامي للمسلسل والذي على الاقل يمكن وصفه بغير الموفق ان لم يكن الفشل هو التقييم الانسب له .
الهشاشة والركة في احداث الحلقة الاخيرة تجسدت بتساهل تلك العصابة في طريقة احتجازها للدكتورة وعبود وكيفية هروبهما السهل الذي يتنافى و لاينسجم ابدا مع الاحداث لو كانت حقيقية على الواقع وهو ما اقصده بالنهاية المهفوفة للمسلسل .
 
فشخصان يعملان بمصحة اكتشفا فيها انتهاكات واسعة مورست في حق النزلاء من الجنسين الذكور والاناث وتنوعت بين تصفيت ارواح واعتداءات لا اخلاقية بالاضافة الى فساد مالي ممنهج ، كل هذا الاجرام تديره عصابة يديرها كبار الموظفين في المصحة وآخرون خارجها فمن غير المعقول لهذان الشخصان ان ينجوا بحياتهما من قبضة تلك العصابة بسهولة عند احتجازهما في بدروم غائر في الارض بعد معرفة العصابة بان هذان الشخصان قد اكتشفا جرائم القتل والفساد ووثقا بعضها وان مصير هذه العصابة بات بايدي هذان الشخصان .
 
.
المهم توقعت وغيري كثر ان تكون الذاكرة المفقودة من تلفون الدكتورة صباح او نعالها البيضاء الطبية احداهما كان يفترض به ان يمثل الخيط الذي سيقود الشرطة الى مكان المخطوفين وانكشاف القضية بكاملها .
فمثلا كان المشهد سيكون مثيرا للغاية وناجحا لو ان الضابط بعد ان عاد من المصحة الى مكتبه خائبا حينها تذكر ان نزيلة كانت مسترخية على احدى المقاعد في صالة الاستقبال للمصحة وكانت بنعال خاص بالكادر الطبي العامل فيها ، مستفيدا من خبرته في هذا المجال والتي تتطلب منه التركيز على ابسط الامور غير المألوفة في الاشخاص او الاماكن المشتبهة لوضع يده على خيط قد يصل من خلاله الى الحقيقة ، حينها كان عليه العودة لمداهمة المصحة مجددا والتحري في هذا الامر بفتح تحقيق مع ادارة المصحة وكادرها التشغيلي وفي حالة كهذه بامكانه العودة الى سجلات النزلاء ايضا ......... الخ .
 
لا ادري كيف تجنب المؤلف امر النعال بان تكون له علاقة مباشرة بكشف خيوط الجريمة رغم انه قد تم التركيز على النعال مرتين الاولى في مكتب الدكتورة صباح التي تراجعت عن استبدالها بنعالها الطبيعي والثانية عندما عرضتها احدى الكاميرات بلقطة خاطفة ومتعمدة اثناء وجود الشرطة في صالة الاستقبال مما يوحي لابسط مشاهد ان هذه النعال يجب ان تكون خيط التحري الاول للشرطة ، وبالنسبة للذاكرة فان الكلام قد يطول بشانها ولا يسعني هنا حتى اختصاره .
وعموما مسلسل هفة فاق تصور المشاهد بشأن التمثيل واخترق حاجز الركود والسذاجة لما يتعلق بالانتاج الاعلامي اليمني وينبئ عن تغيرات ايجابية قادمة مستقبلا .