ادرك أننا في زمن أرتهن فيه العديد من الزملاء "الإعلاميين"، لأمزجتهم الخاصة وان تقاطعت "طرديا"، مع الحقيقة، أو أملت عليهم اتخاذ موافق "خاطئة" لا تلتق البتة وروح الأمانة التي ينبغي للصحفي الالتزام بها والدوران في فلكها والاحتماء بحياضها ، ربما لأن سلطان "الاعتقاد" الذي بداخله ووثنية الشعار الذي يعتنقه، أكبر وأقوى من أي "مهنية" يستوجب حضورها، فغابت المصداقية وتلاشت الحيادية وظهرت الخصومة وحلت "العدائية".
أعلم "يقينا" أن الأنسان متحيز في طبعه، قصد ذلك أم لم يقصد، أراد ذلك ام لم يرد، وبالتالي نادرا ما نجد من بيننا "مغايرا" شجاعا حالما لا تهزه "العواطف" ولا تنال منه "العواصف"، سمحا خلوقا في طرحه وتناولاته حتى مع مخالفيه، يكتب بتجرد وأمانة، بعيدا عن الاحقاد ومترفعا عن شعارات "الاضداد"، دافعه فقط اصلاح "وضع" وتقويم اعوجاج، لا يرجو مصلحة ولا يبحث عن منفعة، وهي أمور باتت "غائبة" على الأقل فيما يتعلق بمشاركات منتخباتنا الوطنية في الفترة الأخيرة وفي مختلف البطولات العربية والقارية.
أقول ما تقدم عطفا على ما شاهدته وعايشته اثناء مرافقتي مؤخرا للمنتخب الوطني للشباب، في نهائيات كأس أسيا التي انتهت الاسبوع الفارط في منامة البحرين، وتجاوز البعض للمصداقية في الطرح ، وإلباس كتاباتهم "الخصومة" والفجور بعيدا عن المعلومة الهادفة والفكرة التي نرجو منها الفائدة، واستغلال بعض السلبيات التي كنت قد أشرت لها في تقرير مطول الأحد الماضي لصحيفة الرياضة الاسبوعية، والتي هدفت من خلالها إلى عدم تكرار الأخطاء والوقوع فيها مستقبلا، كواجب يمليه علي ضميري الصحفي، وتحتمه الأمانة التي حملت إياها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، كنت قد أشرت في تناولة سابقة، أن عدد بعثتنا في البحرين كان الأكثر من بين الفرق المشاركة، على خلفية حديث جانبي جمعني وإداري في المنتخب، وترتب عليه زيادة في عدد الغرف المخصصة وكراسي الطعام، والغرض منها كما اشرت سابقا تجنب تكرار الأمر في قادم الأيام، لكنني فوجئت بمن يستغل هذه "اللقطة" وينصب حولها احاديث وأقاويل هي من نسج الخيال، وممارسة التشهير وتجاوز ذلك إلى ماهو أشنع وأفظع وصولا الى تزييف الحقيقية، ووصم الأمر بما ليس فيه.
لم تكن هناك سخرية من المنظمين كما اشيع، ولم يعترض أحد على عدد البعثة كما حاول البعض الترويج لذلك، ولم يكن هناك زحاما على صالة الطعام كما قيل، وهي التي تتسع لأكثر من ألف شخص دفعة واحدة، والحقيقية التي يستوجب الإعلان بها، أن كل ما قيل محض "افتراء وتجني"، اراد من خلالها اصحابها وفي غمرة خلافهم مع بعض أعضاء اتحاد كرة القدم ، تصوير الأشياء على غير حقيقتها وإلباسها ثوب غير ثوبها في صورة تتنافى تماما والرسالة المفترض تأديتها.
كنت اتمنى من "الشامتين"، بدلا من نصب خيام الاساءة والتشهير على نقطة لا تستحق الذكر، ابراز " الايجابية" في المشاركتين الاخيرتين لمنتخبي الشباب والناشئين، ضمن أفضل فرق قارة اسيا، واعتبار ذلك انجازا يحسب لقيادة الاتحاد اليمني العام لكرة القدم برئاسة الشيخ "أحمد العيسي" ونائبه حسن باشنفر وأمين عام اتحاد القدم د .حميد شيباني، لحرصهم على تواجد اليمن ورفع علمها رغم الظروف التي تمر بها البلد، وهي النقطة التي حاول البعض تغييبها رغم الاشارة لها في تناولتي السابقة، بدلا من تزييف الحقيقة لحسابات خاصة ولمصالح شخصية.
يا سادة يا كرام المنتخبات اليمنية ليست منتخبات العيسي ولا زعطان ولا فلتان من الناس ولكنها منتخبات وطن ينبغي على الجميع الالتفاف حولها ومساندتها بدلا من مسك الشعرة وترك البعرة.
فمتى نعلم ان سياط شمس الوطن اكثر دفئا وحميمة واشد صفاء ونقاء من هذا المناكفات التي تفرق ولا تجمع، وتشوه ولا تجمل، وتشتت ولا توحد، وتؤخر ولا تقدم . وكفى !!