*(فرسان خليفة) .. جدار الوجع ..!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 
مقامة كتبها / محمد العولقي 
 
( فرسان) ماذا جرى ..؟!
هل قاطعت الشاي المسكر..
وهجرت قهوتك المحلاه بالعسل؟!
في هذا الصباح النازف والراعف..
الجراح تنزف ورودا وتبكي أوراق القمر ..
( فرسان) كيف ادميت صباحنا ظل حزن وكدر؟!
ماذا جرى ؟!
لماذا يبكي الشجر ..؟!
 أصحيح أن ليلك الدامي لم ينجل؟!
أين النجوم المحلقة بأضواء السمر؟!
أنت يا (فرسان) عاشق الليل ..
توأم النجوى وبخور السهر ..
متيم بغسق الفجر والسحر ..
لماذا لم تعد تركض خلف غيمة يداعبها المطر ..؟!
لا تقل أنك هجرت الكرى..!
وأنك ودعت أنين الجوى ..!
بعد أن سكبت في أذاننا غراميات الهوى ..!
هل فعلا آخيت التراب ..
وصنعت من غربتك نعشا من بشر ..؟!
آه هي عادتك اذن ..
تشتاق لعطر الحفر ..
وتختال بموال السفر ..
أدري أن التراب بجراحك يزدهر ..
لكن ...
( فرسان) ماذا جرى ..؟!
هل فعلا طواك الردى ..؟!
وضاقت بك الغربة وعويل القرى ..
اذا كنت قد استسلمت وقاطعت المدى ..
فنحن نعلم سر الصدى ..
( فرسان) ناصبتك الغربة العداء ..
فما عاد قلبك واحة للفداء ..
جفت الحقول في صدرك ..
والموت من فنك دنا ..
فلك أن تنام ، فالموت أصلا كرى..
لا تخش يا (فرسان) ديدان الثرى ..
اسمعها حفيفا من شجر ..
أو أهدها لحنا ينساب آسرا قزاح المطر ..
هذا صباحك السافر ..
يبكيك بطل الندى ..
ها قد وضعت حمولة أحزانك أوزارها وحملها ..
انزاح عن كاهلك أثقال الورى ..
تسكن الان في عيون من ثرى ..
وفي قلبك المرهف باحاسيس البشر ..
ينام الوطن المكفن بالرؤى ..
هاجسك وطن لا يباع ولا يشترى..
أنشدته وغطيته بلحن من هوى ..
( طير الحمام) من هديله روى ..
و (ريح الشروق) ينثر أشجانه فوق الذرى ..
من سيرتل للحمام الأغاني ..؟!
وكيف ستلتحف الجبال بقسم (صدقيني)..؟!
شجني القديم صحا ..
وتوارى الصوت المزجى بالصدى ..
..فرسان ..
كيف لقهوة الصباح أن تقبل أفواهنا البائسة ..؟!
وكيف لنا أن نفطر بعيدا عن الحبيب المفروق..؟!
أنت من غنى  للجبال ..
ورددنا خلفه ابتهالات القرنفل..
كان لحنك يذوب في فنجان حياتنا ..
يغذي يومنا .. ويحمي حواسنا ..
( فرسان خليفة) عشقته الأذن ..
قبل أن تراه العين ..
هذا الفنان المتيم بزرقة البحار ..
في صوته .. غمغمة سنابل ..
وفي لحنه .. رومانسية تفاعل ..
بلبل صداح ..
طائر مغرد ..
محمل بأنفاس التوابل  ..
يا أبن (التواهي) ..خبئ ليلك العاري ..
بين ضلوع تسكنها كآبة الغربة ..
دع مفاعلك يغلي في بركان فراقك ..
رحلت يا (فرسان) باذخ الألم ..
ألم صامت جنته أوجاع المخاض ..
أني أرى الجبال السود تنعيك ..
وأسمع من بعيد هديل حمامة ..
تنوح على قبرك باحثة عن سلامة ..
هل حقا غادرت ..؟!
أم أن الخبر خطأ في الطباعة ..؟!
بكيتك دما حتى الضراعة ..
ها قد تأرملت بعدك الربابة ..
هل حقا رحلت ..؟!
وتركت في اثرك وطنا مثخنا بالكآبة ..
يا (فرسان) يا هذا العاشق حتى الصبابة ..
ستنعيك المقامات .. وتنتحب الكتابة ..
من سيغني اذن للسحابة ..؟!
من سيهز في احشائنا نخل الرتابة ..؟!
من سيغني بعدك للمطر والغمامة..؟!
أنت (فارس) في جوقة (فرسان)..
ونديم للوتر و موال الاحسان ..
فأنت ملاك في هيئة انسان ..
حسنا يا (فرسان) شيعك غيثك ..
وحملك على نعش وصلك ..
لا غيمة غناء بعدك سوف نرقبها.. ولا موجة على صدر بحرك سوف نرصدها..
لم يبق لنا من اثر السفينة ..
سوى ظلا للقمر ..
وغديرا ارتوى بسيل المطر ..
و حمامة طوقها لم ينكسر ..
و (فرسان) فنه لم ينحسر ..
وفنان غنى لنا وداعية منتصر ..!