* يا بها .. يا بجنبها ... !!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 
محمد العولقي 
 
* ريال مدريد يتصدر الدوري الاسباني .. هذا صحيح ..!
* ريال مدريد في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا .. هذا أيضا صحيح ..!
* والصحيح أيضا أن صدارة (الريال) محفوفة بالمخاطر والتربصات والعيون الزرقاء التي في طرفها حور..!
* والصحيح الظاهر للعين الحسيرة والعين البصيرة ، أن مهمته القادمة في دوري الأبطال شاقة و عسيرة ومرعبة أيضا . !
* يسير (الريال) في (لاليغا) الاسبانية على طرف حبل رفيع للغاية ، أي خطأ يعني السقوط من حالق الى الهاوية ..
*أصبح (الريال) مدمنا على تعاطي حبوب الهذيان ، وتعذيب جماهيره بانتصارات قيصرية توقف القلوب ..!
* السير على نهج (تاتا .. تاتا .. خطي العتبة) أكثر اضرارا من تعاطي السجائر ، وأشد ايلاما من  مقالب النوم على مسامير (اللهو الخفي) ،  هذه العادة التي توقف القلوب لا تنتهي اعراضها بفوز ارستقراطي للهداف (راموس)..!
* أين المشكلة ..؟!
لماذا يظهر (الريال) في ملعبه شاحبا أمام الصغار ..؟!
وما سر انتفاضته في الدقائق الأخيرة ..؟!
* الثابت أن على (زيدان) ايجاد حلول متنوعة في قادم المباريات حتى لا يكون مصير (الريال) نفس مصير كلبة (حومل) التي أكلت ذيلها لأنها لم تجد حلا يطفئ  نار جوعها ..!
*فريق (الريال) يختنق تكتيكيا ، و حلول حماية الخط الخلفي محدودة للغاية ، تماما مثلما أن حلول الوصول الى مرمى الخصوم قليلة للغاية ، ويعرفها كل مدرب ذكي او خائب على حد سواء..!
*معظم أهداف (الريال) صورة طبق الاصل في الاعداد والتنفيذ .. أما ركنية يضعها (كروس) على رأس المنقذ (راموس) ، أو عرضية مكررة من عرضيات الرواقين (مارسيلو وكارفخال) ..!
* قليلة ونادرة تلك الأهداف التي سجلها (الريال) من العمق .. وهنا يقفز سؤال فني بحت مفاده :
ألا يوجد في كتيبة (زيدان) صانع ألعاب في العمق يجهز الكرات لخط الهجوم ..؟!
* الأجابة تحتاج الى التفتيش في مفكرة (زيدان) التكتيكية قبل الفنية ..!
* لا غبار على أن خط وسط (الريال) يرتكز ويتأسس على مجموعة عرائس فردية جيدة من النواحي الفنية ..!
* لكن المشكلة الاساسية في (التركيبة) وفي تضارب المهام في خط الوسط ، وفي نوعية اللاعبين من ذوي النزعة الرواقية .. هذا التضارب يكشف عن (عورة) واضحة في محور الارتكاز .. فتبدو المنطقة الدفاعية بلا ملابس داخلية في غياب (كاسميرو)..!
*تشابه الفرديات مضرة بالفريق ، فمن غير المعقول عمليا وعلميا أن تبحر سفينة (زيدان) من الوسط في ظل ازدواجية التوظيف التكتيكي ..!
*تابعوا معي : (كروس) لاعب عرضي مهمته نقل الكرات وتسليمها دون خطورة الى مناطق الخصم في العمق ، و (مودريتش) يؤدي نفس مهام (كروس) ، مع الفارق أن الثاني يميل نحو الرواق الأيمن للبحث عن عملية ربط عمودية ، كما أن (خاميس) يبدو ثقيلا وبطيئا بتحركاته العمودية ، و (ايسكو) رغم فنياته العالية بارد أكثر من اللازم ، هنا تنكشف أمام الخصم حقيقتين في غاية الخطورة :
الأولى : قلة حيلة وسط (الريال) وعدم قدرة أفراده على تحرير (بنزيمة أو موراتا ) في الهجوم، مع احتشام عجيب في التسديد من بعيد .. والنتيجة أن المهاجم يسقط الى الخلف ليتنفس وليؤدي دور خط الوسط المشلول تكتيكيا ..!
* والثانية : تباعد خطوط (الريال) تماما ، وتحلل عناصر الوسط في ظل (قتامة) التشابة الفني والتضارب التكتيكي وفوضى الرواقين في ظل تجييش غير نظامي، والنتيجة أن ظهر (الريال) ينكشف تماما ، فتبرز مساحات شاسعة بين الوسط الدفاعي الرابط وعمق الدفاع ، فيصبح  مرمى (الريال) مكشوفا وفي متناول أي فريق مهما خف وزنه ..!
*هل تابعتم كيف يحتضر (الريال) في مبارياته الأخيرة ..؟!
وكيف تدخل الأهداف الذكية والغبية مرماه ..؟!
ليس للياقة البدنية علاقة بتراجع (النسق) ، المشكلة في فوضى عناصر خط الوسط التي تحتاج الى (توازن) في العمق ، يصحح مسار  الكرات الضائعة الكثيرة .. !
* المشكلة أيضا ليست في التركيز ، لكنها تكمن في غياب (التناسق) التكتيكي في خط الوسط ، وفي عدم قدرة أفراده على التكيف مع النهج التكتيكي للمدرب (زيدان) ..!
* طريقة لعب (ريال مدريد) تغري أي فريق على مهاجمته ومبادلته السيطرة الميدانية ..!
* السبب أنها طريقة محفوظة عن ظهر قلب ، وهزيمة (الريال) أو تعذيبه لا تتطلب الكثير من الحيل التكتيكية لنزع فتيل الفريق الملكي الذي يتنفس تحت الماء حتى الوقت القاتل ، ثم يطل (راموس) من علياء برجه متقمصا دور المنقذ ..!
* اذا كانت جرة (الريال)  قد سلمت من حجارة الخصوم ، فأنها قد لا تصمد في القادم اذا لم يجد (زيدان) غطاء تكتيكيا للعمق ، وبدائل جديدة تستطيع تغيير النهج والخروج من عباءة التقليد واللعب السطحي الخالي تماما من (يود) المفاجآت .. !
*هل شاهدتم كيف أن (الريال) يعاني أمام الصغار .. ثم يطلب وسيلة مساعدة من (راموس) في الرمق الأخير ..؟!
* هذا مرده الى أن مفاتيح اللعب عند (الريال) تكاد تكون معدومة على مستوى المباغتة من العمق ..!
* روشتة هزيمة (الريال) متوفرة في الصيدليات الاسبانية ..فقط اخنق الرواقين للريال .. راقب (راموس) أو (رونالدو) في الركنيات و الكرات القطرية الثابتة ، ولن تصل الكرة الى حارس مرمى الخصم ..!
*لا أحد يستطيع الدخول في رأس (زيدان) لمعرفة كيف يفكر ؟ وكيف يرمم تجاعيد البيت الأبيض من الداخل ؟ 
هو وحده من يمتلك (عصمة) الهوية المدريدية ..
هل ما نشاهده من معاناة بيضاء في كل مباراة ، مجرد (طعم) و (خداع) للخصوم في ظل الاقتراب من الأمتار الأخير للموسم الكروي ..?!
هل ابتسامة (زيدان) الغامضة غموض لوحة (الجاكوندا) تخفي غموضا مصطنعا تمهيدا لأيام الغضب الحاسمة..؟!
والأهم من ذلك هل يمتلك (زيدان) الوصفة السحرية لعلاج (روماتيزم) الانقباض التكتيكي الذي يواجه الفريق ..؟!
* لا يستطيع (زيدان) اخفاء حقيقة أن مستوى (رونالدو) في النازل بدنيا وفنيا ..
اللاعب البرتغالي الذي يقوم عليه (البناء) المدريدي في الثلث الهجومي ، يعاني من (تخمة) انجازته الفردية الموسم الفارط ، ولابد من (تجويعه) اذا لم تكن لمشكلته علاقة بالكهولة الكروية ..!
*نفس عيوب (الريال) قد تكون مجرد سرابا عند الفريق الذي يراهن على ثقله أوروبيا ، ونفسه الطويل محليا ..
وأيا كانت الأسباب والمبررات فأن العبرة تبقى في كيفية التكيف مع الظروف التكتيكية الطارئة ، وفي فرض أسلوبك على الخصوم ، واجبارهم على الرقص في الوسط ولو من دون رغبة ..!
* لقد تاكدنا أن (الريال) يضيع تكتيكيا أمام الفريق الذي يستحوذ على الكرة ، فيفقد الفريق بوصلة الأمان الفنية ، في حين يتحلل الخط الخلفي بغرابة ويكشف عن (نشازات) في عمق المحور الدفاعي تحديدا  (هشاشة تكتيكية ولا شك )..!
*هجوم (الريال) فقد قليلا من ايقاع السرعة ، وبات الخصوم يجهضون (الكونتراتاك) بالنظر الى مزاجية (بنزيمة) البطيء ، وتراجع المنسوب البدني والفني للمهاجم (رونالدو) ، وعدم بلوغ (بيل) الفورمة وحساسية اللعب الارتدادي  ، وابقاء (لوكاس فازكيز) ورقة تنشيطية ..
* شهران و يتحدد مصير (الريال) محليا ، وربما تكون مباراة السبت أمام (اتلتيكو بلباو) نقطة تحول شاملة ، الفوز يضع (الريال) على حافة التتويج ، أما الخسارة فقد تعني دخول (الريال) في ثورة شك كلثومية ، فليس له ان ينحني أمام العاصفة في توقيت يحتاج الى تركيز والى فهم حقيقة أن الحرب (خدعة) ، لا تؤمن جبهاتها بسلاح ( يا بها يا بجنبها) ..!
* فهل ما نشاهده من هذيان تكتيكي مجرد تحايل و خداع وتمويه من (زيدان) ، تماما كما فعل الرئيس المصري الراحل (أنور السادات) في حرب أكتوبر التي كسبها باللعبة الشطرنجية الرهيبة (كش ملك) ؟!
أم أن صورة (الريال) المهزوزة  تخفي (صاعقة) مروعة في غرفة ملابس بيضاء يصعب ترويضها ..؟!