لماذا أزمة الخدمات الدائمة في عدن؟!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
لماذا المشاكل المتوالية في خدمات الكهرباء والماء في العاصمة السياسية المؤقتة؟! لماذا الأزمة، وخصوصا في هاتين الخدمتين استعصت على كل محاولات الحل منذ ارتفع عن كواهلنا كابوس الانقلابيين من حوثة وعفاشيين؟! ألا يدفعنا ذلكم للتساؤل: من تراه يقف حتى الآن وراء استمرار هذه الأزمة المؤرقة لحياة الناس؟! لمصلحة من استمرار الأزمة، وإفشال جهود الدولة للوصول إلى حل؟!.
 
لقد بدأت الحلول (والعهدة على الراوي) بالمولدات الإماراتية، لكنها تبينت كما، قيل مستهلكة، ومجددة، فآلت الى الصمت التام بعد استعصاء ترميمها، ثم المولدات القطرية التي لفظت أنفاسها قبل أن تؤنسنا بنورها، ثم توالت المحاولات بين الإنشاء، والصيانة، والإستئجار.. 
هذا جانب، والجانب الثاني الوقود الذي عقدت وتعقد من أجله الجلسات المعقدة على المستويات الكبيرة مع التجار والمستوردين، وتصاغ الحلول لديمومة توفره، إلا أنه ما أن يتوفر حتى ينتهي، وفجأة يقولون لنا: ابشروا بالظلمة والكتمة، ومن البعوض الملاريا، وحمى الضنك، والنقمة!!
وإذا سلمنا من هذا وذاك؛ ماسلمنا من المشاكل المفتعلة هنا وهناك، وأنتم سادة من يفهم، والحليم تكفيه الإشارة، كل هذا يتم ومعيشة الناس في نقص، وقيمة العملة في رقص، وقد بلغت اليوم نصف قيمتها بسبب التعويمات المتوالية، وطباعة العملة دون تغطية، فضلا عن منغصات الحياة في الشارع والبيت، حتى صار الآدمي منا يكره مغادرة منزله بسبب تدفق المجاري في الحارات، وقبل ذلك سوء الحال الأمنية، والقتل الهمجي الذي يمارسه أتباع المليشيات المختلفة (بعضها لتصفية حسابات، وبعضها لمجرد سوء فهم، او على وشاية كاذبة، او خلاف في الرأي) حتى صار القتل واستخدام السلاح حلا وحيدا عند أولئك المندسين، او المتخلفين، الذين لا مكان عندهم للتعايش بين اهل الآراء والاجتهادات المختلفة، التي اتسع لها صدر الوطن منذ القدم، ولا تخل بثوابته الراسخة، ولا جديدفي ذلك أصلا، فالبلد يضم المذا ه: الشافعي والزيدي الهادوي، والحنبلي والحنفي.، وبلغ التسامح ان برع البعض دون تحسس في المذهب الشافعي والهادوي معا، وبعضهم في الشافعي والحنفي والهادوي، فضلا عما هو اهون من الخلافات المرتبطة بالمصالح السياسية، والفئوية.
المشكلة العظمى الآن آننا صرنا في دوامة هذه الأزمات؛ لا ندري من أين تصفعنا، ولا من أين تأتينا، فضلا عن طريقة الخلاص منها، ولاسيما أن أركانها تقف على سندات نافذة، وتستعصي على الإزاحة، وتتراوح بين سندات قبلية، وتكتيكية كبيرة لتغدو بذلك داء عضالا، ومصيبة أصابت العاصمة، ونخشى أن تدوم طويلا، فتسيء إلى انتصارات الشرعية، والتحالف الذي يفترض أن يكون بمكوناته وسيلة فاعلة لحل المعضلات المؤثرة على مسيرة النصر، لا كابحا للحلول، او طرفا في الخصومة والخلاف، فنصل الى ما وصلت اليه القوات المصرية ومكونات ثورة 26 سبتمبر التي حولت أهداف الثورة الى أماني بعيدة المنال، فانتهينا إلى صلح يحفظ ماء وجه الملكية والجمهورية، وكأنك يا أبا زيد ما غزوت!! وكأنك يا ثورة لم تقدمي الرجال قرابين على مذابح التحرر والانعتاق. 
المهم اليوم، ومع ذكر خدمتي الكهرباء والمياه بحكم اهميتهما وخطورتهما، وضروريتهما المتلازمة؛ فقد بلغنا أن الألفي طن التي دخلت مخازن المصافي مؤخرا قد انصرفت، وانتهت، وتكفنت، واندفنت، وان المختصين فقط قد نسوا أن يقيموا لها صلاة الجنازة، لا الحاضر، ولا الغائب!! كيف راحت يا عالم وهي ألفا طن؟! اين طنت، وأين راحت، وكيف انتهت؟! وهكذا يراد ان نعيش يا عدن.. عظم الله اجرك في مينائك، وبحرك، وفي زمن كانت الكهرباء فيك لاتعرف الانطفاء.. في زمن كان ليلك نهارا، وميناؤك يعج بالسفن.
بقي أن نقول: إن الكرة الآن في ملعب حكومة الشرعية، نحن لا نعرف أحدا، ولا جهة مخولة تملك الحق الشرعي سواكم.. دبروا لنا حلا، فقد بلغ السيل الزبا، مالم فاعلموا انكم مسؤولون عنا أمام الله،، لقد كثر الكلام.. واشتد سواد الدخان المتصاعد من أكثر من صعيد.. نبؤونا بعلم وفعل إيجابي مقنع ..يكفي مسحا على جرح تورم، وتساقطت منه الدود على جسد الحياة الكئيبة، يكفينا ما نعاني من فساد، وتخريب متعمد لكل، او معظم اوجه الحياة حد الخيانات في جبهات القتال..يكفينا.. يكفينا.. يكفينا..