داعش بين الغرب والعرب

Tuesday 26 February 2019 8:44 pm
----------
ما زال مشهد الظهور المفاجئ والطاغي لتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف داعش في منطقة الشرق الأوسط, محيرا ويثير الشكوك عند كثير من المحللين, وما أنتجه من أحداث وتطورات عميقة وجذرية, بسقوط المدن والسيطرة على أجزاء واسعة في بعض البلدان العربية مثل سوريا والعراق.
هذا التنظيم العقائدي المندفع بقوة في بسط نفوذه وهيمنته على المناطق المسيطر عليها, وعملياته العابرة للحدود الإقليمية في أحيان كثيرة, والذي لا يتأنى ولا يتورع في استخدام كل الوسائل المتاحة المشروعة وغير المشروعة, في تنفيذ أهدافه وعملياته الدموية,
  هذا الصعود والسيطرة الدرامية جعلت الكثير من المحللين السياسيين  والخبراء في شان الجماعات المتطرفة, يضعوا علامات الاستفهام والتعجب عن كيفية تغاضي الدوائر الاستخبارتيه الغربية, المعنية بمكافحة الإرهاب والمتتبعة لنشوء وبروز الحركات الإسلامية والجهادية, والتي لا يخفى عليها شئيا في السماء والأرض, عن رصده وطريقة التصدي والقضاء عليه قبل توسعه وانتشاره, وعلى ما يشكله ويحدثه من خطر وتهديد اقليمي وعالمي بزعمهم,
مفسرين العلاقة بين "داعش" وامريكا على اعتبار أن الأخيرة سعت أو تساهلت في تأسيس التنظيم لأجندة ومآرب خاصة, وليكون الذريعة لها للتدخل في تلك الدول, والأداة التي يمكن من خلالها إثارة الفوضى العارمة في أي دولة تخرج عن السياسة الأمريكية, وجعلها دولة فاشلة وعاجزة كحال سوريا مثلا,
وهذا ما جعل وسائل إعلامية تنقل عن مسؤلين أمريكيين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي, يتبادلون الاتهامات والاشارات فيما بينهم في حملاتهم وحروبهم الانتخابية والسياسية, بتحميل كل طرف المسؤلية بتجاهله وغض الطرف عنه بل وتأسيس ورعاية للتنظيم,
وحينما أعلن مؤخرا الرئيس الأمريكي ترامب عن قراره المفاجئ أيضا, من انتهاء الحرب على تنظيم داعش والانتصار عليه, تسال المراقبون أين أختفى الأمراء من القيادات وعشرات الألاف من أفراد التنظيم ؟ هل اختفوا تحت الأرض؟ والذي قيل أن عددهم ب50 ألف مقاتل, مع كثير من الأسئلة التي بحاجة الى إجابة!!
ما جعل الكاتب ريتشارد سبنسر يشك في أهداف ونوايا أمريكا وحلفاؤها ويتسأل, عشرات الدول بعدتها وعتادها تحالفت في محاربة تنظيم وليس جيش منظم ومتدرب, في حرب أحرقت الأخضر واليابس, وقال إن تحرير اوروبا الغربية من النازيين استغرق 336 يوماً, إلا أن تحرير شمالي العراق وشرقي سوريا استغرق 1658 يوما أي 4 سنوات ونصف ولم ينته بعد !
وهذه الحقيقة المخفية التي يجهلها ولا يدركها المواطن العربي العادي, مع ما تروج له وتبثه الاله الإعلامية الغربية لما لها من تأثير على الرائ العام أنها الحرب على الإرهاب ولا سواها, إلا أن الهدف الأسمى والغاية الكبرى لدوائر والمخططات الامريكية والغربية, تدمير كل الإمكانيات والقدرات العربية وأفراقها من محتواها وقوتها, التي يمكن تشكل خطر وتهديد في يوم ما على مصالح الكيان الصهيوني, وجعلها القوة المهيمنة والمسيطرة على القرار والمصير في المنطقة.