المتابع والمشاهد لبطولة بلقيس الكروية لأندية عدن، التي هي على مشارف نهايتها في الأيام القادمة، يكتشف أنها أبرزت وأفرزت كثيرا من الأحداث والعلامات الإيجابية والسلبية على حد سواء على المشهد والحراك الرياضي سواء كان تنظيميا أو جماهيريا أو إعلاميا.
من محاسنها ومكارمها أنها حركت المياه الراكدة في سراديب الأندية وفعّلت النشاط الرياضي بعد فترة انقطاع شبه تام وجعلت الملاعب ومدرجاتها الخاملة والمهجورة تعاود دوران الكرة على عشبها الأخضر وإن كان صناعيا مع هوس ومظاهر الابتهاج والاحتشاد الجماهيري غير العادي الملون بروح الحب والانتماء بشعارات وأهازيج الجمهور الرياضي العاشق لفرقهم، مما جعل المتابع والجمهور يقضي أوقات رائعة وممتعة مع المستديرة كرة القدم، أعادت ولو جزء صغير من الماضي الجميل للكرة العدنية.
إلا أننا ما كنا نرغب ونأمل أن تشهد وتحضر فيها بعض الظواهر غير المستحبة التي أثرت نوعا ما على سير البطولة ونجاحها المبهر، فتنظيميا شهدت حالات الانسحابات والإرباك والتوقف في فترات منها، والتأخير في حسم بعض الإشكاليات والأحداث مثل ما حصل في مباراة الوحدة وشمسان، مما جعل البعض يساوره ظنون وشكوك في نفسه الأمارة بالسوء في أحيان كثيرة..
وجماهيريا كحالات التعصب المبالغ فيه والمجرد من الروح والأخلاق الرياضية العدنية المتعارف عنها، من خلال شغب بعض الجماهير والاعتداءات على الحكام، وترديد بعض العبارات غير المناسبة، وهذا ما جعل واستدعى بكل أسف حضور أمني غير مسبوق وغير مرغوب فيه، بوجود السلاح وأطقم عسكرية ومدرعات في بعض الملاعب.
هذه أبرز المشاهد والمواقف على البطولة التي للأمانة والإنصاف في حق القائمين عليها، وبلسان كثير من المتابعين أنها حققت النجاح المنشود، في انتشال المجال الرياضي من الركود المخيم عليه، والعمل الناجح مهما كان، لابد أن يترافق معه القصور والتقصير الخارج عن الإرادة هنا أو هناك، وعلى أمل أن يتم تلافيه في أي مسابقة قادمة.
ويرتقي معها العمل الرياضي بكافة أطره بالشكل المطلوب، والوعي والسلوك الحميد عند الرياضيين والجماهير، وبأن الرياضة حاملة لرسالة المحبة والسلام، وترفض التعصب والعنف بكل أشكاله وألوانه.