الى متى يسري ويسيطر الصمت والسكوت في أنفسنا كأفراد ومجتمع, عن حال وتردي مرافقنا ومراكز الخدمات الصحية والعلاجية العامة والخاصة في البلد, الى متى يخيم ويجثم التسيب والتفريط بحياة الناس, لدرجة انعدام الخوف من الله والمسؤلية المهنية في عمل وكوادر تلك المرافق الصحية, التي أصبح تعاملها مع المواطن كتاجر شاطر في كسبه للعملاء والزبائن, وتحقيق الأرباح من خلال المظهر والشكل دون الخدمة وجودتها, وبالتالي اهتمامها وتركيزها الأكبر كيف يتم استنزاف المريض وذويه ماديا بفحوصات وأدوية شبه يومية ومبالغ فيها,
والمدهش عند ذهاب مرافق المريض لعمل فحص او شراء دواء لمريضه, يواجه بسؤال ومصطلح جديد متداول هذه الأيام, تبع من أنت ؟ مؤسسة او لحالك ؟ تقوله لحالي والله لم يعطيني أحد ريال واحد, ويكون توقعك أن الشفقة والرحمة انتابت قلب وضمير محدثك تجاهك, وتظن أنه سيساعدك ويخفض لك من السعر والتكلفة, التي تدفعها وأنت على قناعة ويقين أنك تدفع ما له ويستحقه فقط, وتكتشف بعد كم يوم عند طريق الصدفة عندما تجد قيمة الدواء يباع في صيدلية أخرى التي تبيعه طبعا بربح وليس بخسارة بأقل من 80 في 0\0 وأكثر مما في المستوصف اياه, لهذا تكون صدمتك كبيرة لدرجة يمكن أن يرتفع عندك السكر او ضغط الدم وانت لا تدري, طيب أذا كان هذا السعر للمواطن الضبحان الذي لا يتبع أحد, فكم يبيعه على مريض المؤسسة والشركة ؟ وهذا ينطبق أذا طلب منك دم لمريضك وأحضرت متبرع من طرفك فسيكلفك أكثر من نصف راتبك أن كنت موظفا عاديا,
المهم تصل الى قناعة مؤكدة أن مرافقنا الصحية أضحت وسيلة استقلال واحتيال لحالة وضروف المرضى وذويهم, وتجعلك تشعر بالحسرة والألم وأنت تبذل كل ما تملك وتستطيع في سبيل اسعاف وعلاج مريضك, والمصيبة أنه مع الأيام محلك سر بل يزداد سوا وتدهورا, مما يستدعيك الى نقله الى الخارج لتصل لبيع كل ما تملك وتبقى لديك لهذا الغرض بعد فوات الأوان في أحيان كثيرةُ,
أتحدث هنا عن معاناتي وما حصل لوالدتي التي تعرضت للسقوط والكسر في عين الورك وتم اسعافها الى مستوصف بابل بكريتر, الذي قرر الدكتور الروسي أجراء عملية تعويضية بزراعة رمانه صناعي لها, ولان ألأمور تسير بالبركة وليس بأمور علمية مدروسة, أعطيت لها أدوية سببت لها جلطة خفيفة ثم أدوية ضد تجلط الدم مما سبب لها نزيف بشكل مستمر لأيام, وهكذا مرت عشرون يوما ونحن في هذه الحالة دون أي تحسن يذكر,
توكلنا على الله واستنفرنا كل الإمكانيات المادية للأسرة القريب منهم والبعيد للسفر, وموظفات وإدارة المستوصف لم تسمح بأجرة يوم للغرفة التي لم يكتمل 24 ساعة عليها, وتم نقلها الى دولة مصر الذي أكد أكثر من دكتور مصري على فشل العميلة في مستوصف بابل, وقرروا إخراج الرمانة وتصفية جراحها المتعفنة كلفت ألاف الدولارات, وهذا نتيجة طبيعية للإهمال والتقصير المتعمد في المستوصف, ولغياب المتابعة والمراقبة لعمل تلك المرافق, والتخبط والعشوائية في عدم تحديد وتثبيت أسعار الفحوصات والأدوية من قبل وزارة الصحة, الغائبة دائما الحاضرة ألا في أستلام المساعدات والمعونات الدولية وامور شكلية أخرى,
المهم من يبحث للثراء الفاحش ما عليه إلا الدخول والعمل بالمجال الصحي واستئجار له أي مكان او مبنى ولو صغير جدا مع لوحه أعلانية باسمه, مش مهم يتوفر فيه الشروط الواجب توافرها والرعاية الصحية المطلوبة, فأنك في بلد أعمل ما تريد فلا يحاسب أو يعاقب أحد فيه, وأن كان الأمر يهدد ويضر بحياة وأرواح الناس,