* أنا من جيل متأخر بالنسبة للراحل عوض بامدهف يرحمه الله ، والذي كان صاحب بصمة في مسيرتي الإعلامية ، لم أتعلم منه فنون مهنة المتاعب ، فأنا خريج المدرسة الأم صحيفة 14 أكتوبر بملحقها الرياضي ، بقيادة المشرف سامي الكاف وصفحتها اليومية بقيادة المدير ناصر محمد عبد الله ، لكن عوض بامدهف قدم لي نصيحة ساعدتني في الحفاظ على استمرار وجودي ضمن طاقم الرياضة في (صحيفة 14أكتوبر) بملحقها ، وصفحتها اليومية طوال عقدين من الزمن وأكثر.
* في بداية الأمر لم أقدر قيمة نصيحته الغالية رغم التزامي بها لكنني مع مرور الوقت وتغير الأسماء والوجوه في مؤسسة 14 أكتوبر وصحيفتها أدركت كم أنها كانت نصيحة غالية القيمة لن أقولها حتى لا تفقد قيمتها".
* مساء الجمعة ، بعد أن حضرت تشييع الجنازة ، والدفن في مقبرة القطيع مررت مع زميلي شكري حسين إلى مقر صحيفة "الأيام" ، وهناك التقينا بالزميلين (سعيد الرديني ومختار محمد حسن) وحين ذكرتُ لهما قصة النصيحة ، ذكروا لي نصيحة مشابهة قدمها الأستاذ عوض بامدهف لهما وهي تفيدهما في عملهما بكل تأكيد.
* الناس في الدنيا تختلف وتأتلف ، لكن بعض المواقف الصادقة والنصائح الهادفة، تبقى محفوظة في الوجدان ومحفورة في الذاكرة، كنت أقرأ للأستاذ عوض بامدهف ما يكتبه في صحيفة 14 أكتوبر ، وأتابع إطلالاته عبر تلفزيون وإذاعة عدن عندما كان في منصبه المرموق بوزارة التربية والتعليم، بينما كنت أنا مازلت على مقاعد الدراسة في الثانوية، وأصبحت زميلا له إن جاز لي القول، بعد أن التحقت بركب الناشطين في الإعلام الرياضي، والإدارة الرياضية، قبل ربع قرن تقريباً ، ولم أجده إلا قريباً من الرياضة والرياضيين، ودوداً ومتعاطفاً مع الاعلاميين الشباب، ومتعاوناً مع الجميع.
* ومع أنه واجب، وليس رداً للجميل، أستطيع أن أتذكر بكل فخر، أنني كنت سبباً في حصوله على (وسام الاتحاد العربي للصحافة الرياضية) في العام 2016 ، وهو أهل له ، وإني وبحكم منصبي السابق كمدير عام للإدارة العامة للإعلام بوزارة الشباب والرياضة، وبعد موافقة وزير الشباب والرياضة نايف صالح البكري رشحته للحصول على الوسام، ودافعت عن الترشيح لدى الاتحاد العربي، عندما كان اتحاد الإعلام الرياضي في غيابة الجب ، حتى تم إقرار إسمه ضمن أسماء المكرمين، وعرضت على الفقيد الغالي عوض بامدهف فكرة السفر وحضور التكريم في الجزائر ضمن المكرمين العرب، لكنه اعتذر، وبعد ذلك تابعت الوسام حتى وصل إلى عدن بعد أشهر .. وبعد وصول الوسام أقمنا له تكريماً رسمياً في وزارة الشباب والرياضة نال فيه التقدير المالي والمعنوي بحضور قيادات الرياضة وقيادات الأندية.
* كان ذلك جهداً أتشرف به وأضعه ضمن إنجازات وظيفتي ، وأحسبه أقل من الواجب، نحو (قامة وقيمة وتاريخ) لا يمكن تجاهله في كتاب تاريخ الرياضة والإعلام الرياضي في الوطن.
* ومنذ أن عرفته اتسمت علاقتنا بالإحترام ، فقد كنت ومازلت أجله وأحترمه وأراه في مقام الأب، وقد كان يمازحني ويتحدث إلي من مقام الصديق .. كان أستاذنا عوض تلالي الانتماء عدني الهوى والهوية، يتعامل مع كل الأندية والرياضات بحب ومن دون تمييز .. رحم الله فقيدنا الغالي عوض بامدهف ، والمناسبة تستدعي من الجميع ، استلهام سيرته ومسيرته ، والتحلي بأخلاق الكبار التي تنصح ، ولا تفضح ، وتبحث عن العلاج ، وليس إثارة الفتن.
نقلا عن صحيفة الايام