• رسالة المناشدة التي حملها لاعبو شعب حضرموت في مباراتهم الأخيرة أمام التلال وصور الاستجداء التي قاموا بها ومطالب الإنقاذ التي رفعوها، ما كان لها أن تحضر ، إلا من بعد ما ضاقت بهم السبل وتقطعت بهم الطرق حيث وصلت الأمور في النادي إلى الحد الذي لا يطاق.
• حضرموت بما تمثله من ارث تاريخي كبير وثقل تجاري ضخم تجاوزت به حدود الوطن إلى الخليج والجزيرة وشرق أسيا وأفريقيا، غير قادرة على توفير أبسط الإمكانيات الضامنة لنجاح ممثل المحافظة في دوري النخبة والحفاظ على ديمومة استمراريته في عالم الأضواء.
• لا شك وإنها مفارقة غريبة وأمرا غير مستوعبٍ من قبل الكثير من المتابعين والمهتمين إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المقدرة الهائلة التي تقف عليها بيوت المال الحضرمية داخل الوطن وخارجه والتي غدت مع مر السنين إمبراطورية المال الأولى ليس في اليمن وحده بل ربما على مستوى الجزيرة والخليج.
• تساءلت وأنا أطالع لافتة المناشدة التي أبى لاعبو التلال إلا على المشاركة في حملها: كيف يمكن أن يتجاهل تجار حضرموت وما أكثرهم معاناة ممثل المحافظة وحامل لواء كرة القدم فيها، وعجزهم في ضخ عروق النادي بأوكسير الحياة والبقاء وهم قادرون على أن يجعلوا منه ناديا نموذجيا ليس على مستوى الأندية اليمنية فحسب ،بل والعربية أيضا.
• لا أريد الحديث عن سلطة محلية تتعامل مع هكذا مناشدات بأذن من طين وأخرى من عجين، ولا أحبذ الكلام مع مسئولين في آذانهم "صمم" وأعينهم رمد تجعلهم ينظرون إلى الرياضة بعينين مغمضتين ومناظير قاصرة توحي لهم أن الرياضة رجسا من عمل الشيطان السعيد من أجتنبها.
• قد يبدو الوضع نفسه والحال ذاته في كثير من المحافظات التي يرى المسئولين فيها أن دعم الأندية الرياضية "ترفاً" ومساعدة شبابها "نزقاً" ينبغي الوقوف ضده والعمل على اجتثاثه خاصة وقد جعلوا "هم" البطون وبناء الدور والقصور غاية مقصدهم وكل مطلبهم.
• وقد نستوعب مثلا هبوط "حسان" ابين وانحدار رياضة المحافظة عموما، عطفا على واقعها الخالي تماما ممن يمكن أن نطلق عليه استثمار أو ثقل أقتصادي كبير، لكن من غير المنطقي ولا المقبول أن يسير شعب حضرموت في نفس الطريق وهو يحمل اسم حضرموت ويمثل محافظة لديها أكبر "عتاولة" التجار وكبار رجال المال والأعمال ومحبين باستطاعتهم أن يصنعوا من "ليمون" المعاناة الحالي شرابا حلوا وسائغا للشاربين.
• لا ينبغي أن يردد أبناء ديس المكلا قول القائل :
" إني لأفتح عيني حين أفتحها ××× على كثير ولكن لا أرى أحدا"
إذ أن واقع النادي اليوم يتوافق تماما مع ما ورد بعاليه ، خاصة وحضرموت تقف على كنز تجاري كبير ورجال مال وأعمال معتبرين، وشركات بترولية عملاقة .. لا نعلم لماذا لا يسير رجالات حضرموت الكبار على نهج ما سارت عليه شركات هائل سعيد أنعم في تبنيها ودعمها لنادي الصقر وجعله ناديا نموذجيا يستقطب اهتمامات كل الشباب والرياضيين.
• كيف يقبل رجال بحجم "بقشان والعمودي وبغلف وباجرش" وغيرهم كثير أن يتسول شعب حضرموت "المال" ويستجدي المساعدة ولديه من بمقدورهم رفع أسمه فوق هام السحب، كيف يمكن أن يقبل الرياضي في حضرموت صور الامتهان ولديه وعلى مقربه تامة منه أبار نفط وشركات بترولية عالمية "بترو مسيله ،وتوتال" ترفد خزانة الدولة يوميا بمليارات الريالات لكنها غير قادرة على رفد خزينة النادي حتى بالفتات منها .
( كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ،، والماء فوق ظهورها محمول)
يبدو هكذا هو حال أبناء حضرموت فلا هم استفادوا من أسم وسمعة التجار فيها ولا نالوا من خيرات ارضهم المطمورة بالخير الوفير .ولكم الله يا نوارس حضرموت.