تفاوتت ردود الأفعال ما بعد مشاركة منتخبنا الوطني في خليجي 22 في العاصمة السعودية الرياض ، من ازدياد مسلحة العاطفة الجياشة التي ظهر بها الشارع الرياضي ومعظم شرائح المجتمع وفقا للحالة الجديدة لحضور لاعبينا تحت مظلة المدرب الجديد "سكوب" الذي قفز ليتصدر المشهد رغم انه دخل المعترك من سكة شبه مجهولة واستثنينا حضورا سجله عبر منتخب شباب مصر وخرج مطرودا بعد فشل التجربة التي تحدثت عنها وسائل الإعلام المصري حينها .
التفاوت في الطرح والقبول بردة الفعل من الأطراف " المتضادة حسب فهم طرف بعينه ، وفقا للعلاقة المبرمة بينها وبين قيادات بعينها في صلب القرار الكروي ، نظر إليها البعض وفقا لأهواء عقليات لا تقبل بالرأي الآخر ، فغاب العقل في التعامل معها وفقا لجزئيات كثيرة يجب ان ينظر إليها الجميع خصوصا ان المنتخب وحد الجميع في الموعد التنافسي وحظي بدعم غير مسبوق في الإعلام وفي كل وسائل الشبكة العنكبوتية فساد الرضى والقبول بما قدمه رفاق الصاصي في الموعد وفقا لما حمله بين أوقات المواجهات الثلاث التي كانت نتاجنا فيها تعادلين وخسارة ونقطتين ، بزيادة نقطة عن مواعيد سابقة .
كرياضي وإعلامي ومن خلال المشهد الذي فرض في واقع الشارع الرياضي برمته ، كنت في مساحة من الرضى لأني رأيت في المنتخب أموراً مهمة طالبنا فيها من سابق ، ولعل أبرزها " الشخصية الكروية" في مواجهة الخصوم وفرض واقع خاص بنا كشعب لديه ثقافة عامة تنبثق من خلالها ثقافة الرياضة وفقا لمنسوب كبير من المهارات التي نتميز بها في واقع اللعبة وان كان ذلك محكوماً بواقع رياضة "هش" يغلب في الفساد كحد اعلى وصوت اعلى في إطار منظمة شاملة تتجسد فيها الادوار شخصيات نافذة تملكت مواقع القرار وفرضت فيه هيمنتها على مر السنوات .
منتخبنا وعلى مدار الـــ 270 دقيقة التي خاض فيها ثلاث مواجهات ، لا شك انه اقنع كل من شاهده ، وكنا نحن في اليمن مع موعد لائق لامس فينا الإحساس الجميل ، بان لدينا من يستطيع مقارعة الآخرين أصحاب الإمكانيات الضخمة ـ لهذا لا يمكن لأي شخص ان ينتقص من ذلك وان بقينا بدون فوز مازال غائبا في 24 مواجهة في سبع مشاركات خليجية ، فالمردود الطيب نال حقه من الإشادات الصغير والكبير وصولا إلى ارفع الشخصيات في الدولة والتي تمثلت في فخامة الرئيس الذي كان مرافقا للمنتخب في خطواته إلى ان عاد حين حظي باستقبال لائق وتكريم كبير ، كرد جميل لما قدمه للشعب اليمني وما وضعه في شارع الأزمات التي تفترش في حياتنا اليومية بأسوأ الصور .
ردة الفعل " المبالغ فيها" والتي كان فيها حتى المدرب ينتشي وكأنه حقق الإعجاز ليكثر الحديث عن مساعي البعض لنيل ثقنه للامساك بزمام أمور منتخبات عتيدة منها "مصر" واعتقد في هذا ليس هناك صحة ، فقدرات سكوب اقل من صراع إفريقيا ووحوشها .. مرت بعاطفة اليمنيين ومسئوليها ، ربما لان توقيتها مختلف وفيها شيء جديد علينا في الموعد الذي نجتمع فيه مع الجيران ، ونبحث عن الذات مثلما يبحثون هم وبزيادة ، لهذا اعتقد ان الأمر مر بشي اكبر مما يستحق لان كرة القدم أرقام ونحن لم نحقق شيئاً باهرا فيها ، نعم اقتنعنا بما قدمه لاعبونا ومدربهم .. لكن يبقى ان نستوعب ان ذلك خطوة لها خطوات أخرى فيها ستتكشف حقيقة ان ما تحقق كان طفرة وليس منسوب حماس اعتدناه في كثير من الأمور التي نحققها أحيانا ، خصوصا إننا خضنا الاستحقاق بدعم جماهيري كبير .
فلنستوعب ما تحقق ، ان كان ذلك شيئاً مهماً ، لنسير بخطى موازية باتجاه المنتخب عبر الرياضة اليمنية ووزيرها الشاب ، فذلك هو الأهم بعيدا عن مرتزقة " الحبر" الذين لا يقبلون بالرأي الأخر وكأنها حرب يخوضونها بحسابات ضيقة جدا .
المنتخب ملك للجميع وليس عليه يافطة باسم احد ، وعلى الجميع ان يكون مرافقا بما يقتنع به ليطرحه وليستفد المختصون منه وفقا لما يصح وما لا يصح .. إما دون ذلك فسنعود للمربع الأول وستتذكرون هذا .. سلام.