الحركة الممسرحة ..!!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
حتى أكون صريحا معكم ، لم تعجبني الحركة (الممسرحة) التي غلفت نهائي بطولة الفقيد (سالم باصمد) ، وحرمت عشاق فريقي الوحدة والتلال من مشاهد (هتشكوكية) في ذروة النهائي ، الذي تم تجريده من (دسومة) ركلات الترجيح بلا سبب معقول أو مبرر مقبول ..!
* وبصراحة أكثر لن يعدم أي تلالي أو وحداوي ترجمتها الى واقع ، فأن موضوع (الحياد) في لقاء قطبي الكرة الجنوبية يكذبه تاريخ طويل ، كان شاهدا على الصراع الكروي بين الفريقين ، لن نجد مبررا واحدا لتراجعه ولو تحت غطاء (عولمة) جيل حديث لا يمكن أن تصل موهبته الى ربع موهبة ملاحم (نار الجيرة)..!
*لم يكن الراحل الجنوبي ا لتلالي (سالم باصمد) بحاجة الى حركة (ممسرحة) ممجوجة ، يؤديها الفريقان في نهائي كان يفترض أن يكون فيه (فائز) حقيقي ، بعيدا عن (عاطفة) مجاملة ، وحمل كاذب كشف عورة الخوف من تنصيب (زعيما) للنهائي ..!
* لم يكن الفقيد (سالم باصمد) بحاجة الى جبر الخواطر ، ليس لأن النهائي لا يتسع الا لفائز حسب قانون الكرة المدورة فقط ، ولكن لأن العرس النهائي لن يكتمل الا بعقد القران بين البطولة والعريس ، فالمنطق يرفض أن يكون العريس (ثنائيا) ، أو أن يكون طرفا ثالثا ليس من ضمن معازيم السهرة الأخيرة ..!
*أي بطولة تدور في فلك الكرة الأرضية التي أثبت (جاليليو ) كرويتها مع أنه لم يركل كرة قدم طوال حياته ، سواء كانت بطولة رسمية أو ودية أو حبية ، لابد أن يمتطي صهوتها (فارس) بطل يبتسم أمام الكاميرات الرقمية الحديثة والقديمة ، بما فيها الكاميرا العجيبة التي يمتشقها التلالي (مختار محمد حسن )، ولابد من (خاسر ) يندب حظه ويطأطأ أفراده رؤوسهم ، فالهزيمة في كرة القدم أمر من حبوب (الكلاروكوين) الكرس الذي يتعاطاه المصاب بمرض (الملايا) ، ومرارته لا تقارن اطلاقا بمرارة الحنظل ..!
* يقولون : الوحدة فاز ببطولة فقيد الرياضة الجنوبية (سالم باصمد) ، كيف لمعدتي أن تهضم تلك المقولة ، والمباراة النهائية انتهت بالتعادل ..؟!
*وكيف لي أن اكحل عيني بفقاعات صابون التلاليين ، وخروجهم من ملعب النهائي يزفون فريقهم مع أنه لم ينتصر على (الوحدة ) ، وبالتالي لم يحرز البطولة على بساط الرقم والنتيجة ..؟!
*اذا كانت نوايا ادارة نادي التلال منذ البداية البحث عن (صيت) تكريما لرمز من رموز النادي العريق ، فما جدوى تنظيم بطولة طويلة عريضة ليس فيها فائز حقيقي ، من حقه في ما بعد أن يهدي كأس البطولة لأسرة عمدة رؤساء نادي التلال (سالم باصمد)..؟!
*ومادام الهدف في الاساس تخليد أربعينية الراحل (باصمد) ، وجمع لفيف من لاعبي الزمن الجميل ، الذين عاصروا أمجاد العمدة (سالم باصمد) ، كان يمكن تسخير الامكانات التي صرفت في بطولة بلا بطل ، في صالح اقامة مهرجان رياضي شامل ، يستطيع فيه العناق أن يعبر عن نفسه دون احراجات ، وسيكون في وسع طرفي المباراة المهرجانية أن يخرجا من عباءة قانون البطولات ، والتنازل عن ركن من أهم اركان التنافس الشريف والخلاق ، دون أن يضع المنظمون انفسهم تحت منظار السخرية من الذي ( يسوا ولا يسوا )..!
* شيء معيب في حق رياضة عدن الرائدة في الجزيرة والخليج ، وشيء مخجل أن يتقمص ناديا التلال والوحدة دور نسف مبادئ وقانون كرة القدم ، فمهما كانت الاعتبارات الانسانية التي حكمت على الفريقين اراقة دم التنافس الشريف ، فأن رسم بطولة مبتورة ، ليس فيها منتصر يرفع رأسه أمام أنصاره سابقة خطيرة في عالم كرة القدم ، منذ أن كانت مجرد قطعة جلد يتقاذفها الجنود المنتصرون في ساحات المعارك ..!
*ليس من حق أي (مسعول) أو (مسؤول) أن (يتفلسف) و يغرد خارج سرب منظومة البطولات ، فحتى لو كان هدف الغريمين أثبات أن علاقتهما سمن على عسل ، وأن نزاع (نار الجيرة) ولى مع زمن فطاحلة ادارات سابقة ، لم تتجرأ يوما على نسف أركان التنافس الحقيقي ، فأن الطريقة كانت خاطئة تماما ، ولقد قدم أداريو الناديين ومعهم اللجنة المنظمة ، وما يحيط بها من لجان استنزفت قوارير المياه المعدنية صورة فسفورية تؤكد بالصوت والصورة وشاهد الحال أن الدهن لم يكن في العتاقي ، وان الحفاظ على الثوابت في ظل ثقافة (كرتونية ) دخيلة شديدة الشبه بعشم ابليس في الجنة ..!
*لن تقنعني مبررات سطحية ، وشماعات مكشوفة استدعت رسم صورة رمادية للمشهد الأخير ، فالذي يعرفه الاداري الحاذق والخائب على حد سواء أن الترتيب للنهائي يجب أن يستوعب أي ظرف طارئ ، حتى لا يتفاحأ الجميع بسيناريو كئيب وكبيس يضرب النهائي في مقتل ..!
*خرج الجمهور الغفير الذي أعاد لنا قليلا من ذكريات ماضينا الجميل ، يضرب اخماسا في اسداس ، فقد بلغت حيرته ذروتها وهو يحاول فك طلاسم البطل ، على اساس ان المقعد لا يتسع لا لفريق واحد ، فكيف لفريفين يصعدان معا في نهائي لا يحتمل سوى بطلا متوجا ، بعيدا عن عك المجاملات ..!
* قد يقول قائل : وما ذنب فريق (الوحدة) اذا كان الطرف الآخر قد رفض الاحتكام لركلات الترجيح ، بناء على استشارة تلالية من خارج الحدود ..!
* الواقع أن فريق (الوحدة) ساهم في (ملهاة) النهائي لأنه رضخ للطلب ا لتلالي الغريب ، ولأنه لم يحتفظ بحق الرد القانوني ، كأن يعترض مثلا أن يكون طرفا وممثلا في مسرحية كل مشاهديها من عشاق اللطم ..!
* لست في وارد عن تجاوز خطأ فادح كهذا يصعب تفسيره ، فحبي لنادي (التلال) ككيان عملاق يدفعني لارسال عتاب حلو للتلاليين على قدر المحبة ، لقد تعلمنا من (التلال) النظام الرياضي ، وتجسيد معادلة النجاح على أرض الواقع ، من خلال تاريخه الطويل مع البطولات النموذجية ، التي تجعلنا دائما نصفق لقياداته ، ونرفعها عاليا كانموذج في العسر واليسر ايضا ، متمنيا أن يكون ما حدث في ملعب (شمسان) مجرد هفوة وغلطة فرضتها عاطفة في الليلة الظلماء ..!
* وأخيرا أتمنى معرفة هوية من اقترحوا الغاء ركلات الترجيح ، وفرض سيناريو رتيب ، جرد البطولة من نجاحها ، ولم ينصف الجهد الكبير الذي بذله الجميع للامساك بخيوط النجاح الباهر ، ليس طمعا في تأنيب من فرض مبدأ بطولة بلا بطل ، ولكن حتى تتسنى لنا فرصة الموت من الضحك ..!