محمد العولقي : * بخلاء ...!!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 
*بدون مقدمات ، وبدون بطاقة تعريف ، فالأستاذ القدير و المخضرم الأثير (عوض بامدهف) لا يحتاج الى (هوية) ، فهو الصحفي الذي واكب أجيالا ، وبات في نظر تلاميذه (شاغل الناس ومالئ الدنيا ) ..!
* ولا غرابة أن بقي الاستاذ (عوض) صنوا للقمر ، هو الذي نثر في أحشائنا تجليات  حكمة (زهير بن أبي سلمى) ، فحق لي مشاكسة شيخنا الوقور ، وهو يتمثل في بيت الحكمة :
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش : ثمانين حولا لا أبالك يسأم ..!
* طوال أربعة عقود كاملة أو يزيد ، والاستاذ (عوض) يطارد الخبر الرياضي بنفس سرعة (الفهد) ، وبنفس رشاقة (أسد) لا يرضى الا بمادة دسمة ، لا تخلو من بهارات  و توابل (بامدهف) التي يسيل لها لعاب قراءه على امتداد وطني حبيبي الوطن الأكبر ..!
*لم يكل يوما ، أو يمل مطالبا أن يترجل عن صهوة جواد ابداعه الرياضي ، المليء بزخم عطاءات (فارس) لم يتنازل عن جواد تألقه قيد أنملة ..!
*الفن والرياضة عند (عوض ) وجهان لعملة ابداعية واحدة ، فهو في الأصل ينتمي الى بيت (فني) عريق ، تتجسد فيه ملاحم اللحن الرقيق بالاحساس المرهف ، لذا لا غرابة في أن يحول الاستاذ (عوض) كتاباته الرياضية الى لوحات فنية تتراقص على سلالم (دو .. ري .. مي .. فاصول) ، ولا عجب  أن تراه يعزف بقلمه سابقا ، وأنامله حاليا ، بنفس القيمة الفنية التي كانت شاهدة على تاريخ رياضي جنوبي ضارب في أعمق أعماق ارشيفه المثير ..!
*لم نحسن (نحن أبناؤه) في الاحتفاء به وتكريمه على مشواره الطويل كما فعل الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، هذا لأننا محوشون و معجبون بخلاء حتى النخاع الشوكي ، وفي وسع الاستاذ (عوض) أن يصنفنا على أننا جيل ننتمي لبخلاء (الجاحظ) ، وما أكثرهم في زمن الجحود والنكران..!
*في رحلة (بامدهف) الذي عاصر كل الأجيال الاعلامية الرياضية ، الكثير من العبر والدروس ، من بينها أنه لا كرامة لنبي في قومه ، ففي وقت تذكره المحيط الهادر والخليج الثائر ، بخلنا عليه بحفلة على الضيق ، وحرمناه وهو الأب الذي تنازل عن الفارق العمري ،  من جملة (كل عام وأنت بيننا بقلبك الطيب وروحك المتوثبة نحو سماوات التعاطي مع كل جديد ومفيد ) ..!
*تنقل الاستاذ (عوض) في محطاته المتنوعة بين جميع الصحف ، وظل وفيا للجيل الذي عاصره ، وظل صامدا يدافع عن آرائه دون أن يتنازل قط عن (فكرة) جلبتها (سكرة) تجلياته ..!
* تختلف معه أو تتفق معه ، فلأمر في كلتا الحالتين سيان ، فهو من ذلك الطراز المتواضع الذي يتنازل عن المسافة الفاصلة في مشواره ، ليدخل في نقاش مع جيل (الكتكوت) دون أن يحط  هذا  من مقداره وقيمته كشاهد على عصر اعلامي رياضي ، عاش مخاضه اولا ، وتابع نمو أطرافه منذ أن كان مجرد مضغة وعلقة ..!
* لم نقترب يوما من محطاته ، ومن ديوانه الذي يوثق اشراقات الماضي الرياضي الجميل ، بما في اناه من (حلويات) تضبط المزاج ، والحاضر المؤلم حيث تم رمي القيم الاعلامية في (برميل قمامة) التعصب الارعن للسياسة ومخلفاتها ، لم نستوعب تجاربه ومعاصرته لاقلام سادت ثم بادت ، بقينا فقط في خانة التعالي والغرور مع الصحفي النطيحة ، الذي قضى حياته في خدمة الوطن والثورة وهو بعد في العشرين ربيعا..!
*يحلق الاستاذ (عوض) في سماوات ملاعبنا وصالاتنا وأنديتنا ، منقبا عن التفرد الاعلامي ، متخذا من الرياضة سبيلا يجدد في خلاياه (اكسير الشباب) ، وهو الصحفي المعاصر الذي كتب الرياضة على جدران قلبه ، ونقش أخبارها على (كبده) ، ايمانا منه بأن الرسالة الاعلامية لا يحدها الزمن ، ولا يوثق وثاقها  زمهرير (كهولة) تسد منافذ الواجب العملي ..!
* من فضلكم أيها الزملاء محررون ومصورون ارسلوا بطاقات التهاني العيدية الملونة للاستاذ (عوض بامدهف) الذي يجدد ربيعه فينا كل عام ، أما هو فمن حقه أن يأخذ على خاطره ، ويعتب على تجاهلنا له ، لكن ليس قبل أن يعرف الاستاذ (عوض) أننا بخلاء ..بخلاء الى درجة لا يتصورها جاحد..!