*ما فيش فائدة يا (فيفا)..!!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 
 
*ليس هناك ما يدعو لتقطيب الجبين على طريقة الممثل (عادل أدهم ) ، فالخرقة هي نفسها ، ومن قاموا بالخياطة والتطريز قبل ست سنوات ، هم أنفسهم الذين يحيكون جوائز (الفيفا) السنوية ، وما أكثر (الخياطين) و (الخراطين) في (زيورخ)..!
*الواضح تماما أن المضحكات عند (الفيفا) أربع :
- فريق مهووس بالملكي(ريال مدريد) ، ولا يرى من الألوان  في القرية الالكترونية المسماه (الأرض) سوى اللون (الأبيض) . 
- وفريق متعصب الى درجة (الحماقة) التي اعيت من يداويها بالبلوغرانا (برشلونة ) ..!
- وفريق ثالث يعاني من داء الملوك ، فلا يحلو له العيش الرغيد بدون فاتح الشهية (كريستيانو رونالدو) ..!
- وفريق رابع مريض بحب (ليونيل ميسي) ، وما اقسى الحب عندما يتحول الى مرض عضال ..!
*يستطيع الاتحاد الدولي الذي تصالح أخيرا مع غريمه اللدود (مارادونا) أن يقدم للعالم سنويا مسرحية سخيفة في الاستهبال بعقول سكان (البسيطة) ، طالما وأن الفنيين تحولوا الى (محللين) و (مطرزين)  لفضائح (الفيفا )..!
*يستطيع المطرز (جياني انفانتينو) أن يواصل الحياكة على (خرقة) الفاسد (بلاتر) ، طالما وهو يسير على طريقة كيد النساء وأنثى العنكبوت ..!
* لا نجادل مطلقا في حصول البرتغالي (كرستيانو رونالدو) الذي يحتمي بظهر (الريال) على جائزة أفضل لاعب عالمي للسنة الفارطة ، طالما وأن كل المقاييس صبت لمصلحته ،القابا فردية وجماعية ، رغم أن هذه المقاييس لم تشفع للفرنسي (فرانك ريبيري) قبل ثلاث سنوات ، وهو اللاعب الذي احرز مع فريقه (بايرن ميونخ) سداسية تاريخية ..!
*لكن الذي يشيب له ريش الغراب يتعلق بقائمة التشكيلة المثالية للعام الفارط ، لقد تناصفت تقريبا بين فريقي (ريال مدريد ) و (برشلونة) ، وهو ما يثبت أن اللجنة الفنية استندت في اختيارها على العاطفة والتعصب الارعن لقطبي (اسبانيا )..!
* هل تريدون مثلا صارخا على حجم مأساة الفنيين واستهبالهم بعقولنا ، وعقول من صفقوا في قاعة الحفل ، وكأنهم مجرد (قطيع) عند (سالي) ؟!
* حسنا ، يمكن لكم أن تضحكوا حتى تبان اضراس العقل ، وأنياب الجنون ..
*التشكيلة المثالية كان الغرض منها ارضاء (الريال) و (البرشا) أما حلا للنزاع غير المسلح بين المتعصبين في (الفيفا)، أو تأكيدا على أن العالم الكروي قوتان ، ولا مكان لطرف ثالث مهما كانت درجة اجتهاده ، تماما كما كان الحال سياسيا بين (أمريكا) و (الاتحاد السوفياتي ) أبان الحرب الباردة ..!
* لم أفهم في الواقع حل هذا اللغز (الطلسم) ، ففكروا معي من فضلكم ، فربما كنت سيء الظن :
الفرنسي (أنطوان غريزمان) يفوز بلقب أفضل ثالث لاعب في العالم ، بعد القنبلتين النوويتين (رونالدو وميسي)، ومع ذلك يكون خارج قوام التشكيلة المثالية ، التي حوت من كل زوج أثنين ، حتى تسير سفينة (الفيفا) بغير عجز . !
* في تصوري أن (الفيفا) ارتضت أن يكون كبش الفداء (غريزمان) لسببين :
الأول : أن اللاعب لا يستند على ظهر فريق صاحب نفوذ ، ففريقه (اتلتيكو مدريد)  غلبان و على قده ، ولا تستهويه لغة الصوت العالي . !
والثاني : أن (الفيفا) استكثرت على (غريزمان) مركزا في التشكيلة حتى لا يغضب (الأهبل) جيرار بيكيه ، أو ينزعج (الأحمق ) مارسلو .. ومن بعيد (اندرياس انيستا) ، الأقل حظا في مثلث (برمودا). !
* أما الملهاة الحقيقية التي تؤكد أن (الفيفا ) واقع تحت تأثير الحمى (الاسبانية) ، فتتمثل في تدليل فريق (برشلونة) ، فعلى الرغم من أن النادي (الكاتالوني) صفع (الفيفا) على خدها الأحمر ، ومنع لاعبيه من حضور حفل توزيع الجوائز مع سبق الاصرار والترصد ، الا أنه لم يواجه رد فعل قوي من (الفيفا) ، التي اكتفت بتوزيع كلمات أسف رقيقة ، لم تمنع مقدم الحفل الاحمق من توزيع تبرير مضحك ، بحجة أن غياب لاعبي (برشلونة) سببه الأول ، انشغالهم بخوض نهائي كأس العالم أمام الفريق المرعب والمخيف المتوحش (اتلتيكو بلباو) ؟!
* نعم لا تهرشوا فروة رؤوسكم ، فتبرير صفعة (برشلونة) انشغاله بمباراته أمام (بلباو) في دور الثمن النهائي لبطولة (الكوبادريه) ..!
* يمكنك أيضا أن تستلقي على قفاك من الضحك ، عندما تعلم أن (ميسي) زعلان لأن الجائزة الجديدة لم تذهب الى خزانته ، كما أن لاعبي (البرشا) في قمة الغيظ من لاعبي (الريال) ولا يودون مصافحتهم ، وبدلا من معاقبة لاعبي (برشلونة) وحرمانهم من امتيازات مولد وصاحبه غائب ، وجدنا (الفيفا) تغازل (برشلونة)، وتبرر فعلته الحمقاء بعذر أقبح من ذنب . !
*لماذا كان غياب (برشلونة) عذرا اقبح من ذنب ..؟!
الجواب بسيط ، فلاعبو (ريال مدريد) سيلعبون أيضا مع فريق (اشبيلية) ثالث الدوري ، وهو فريق أشد بأسا من (بلباو) ، ومع ذلك حضر (ريال مدريد) بكل رموزه دون استثناء ، وهو ما دفع (مارادونا) للخروج عن طوره قائلا :
من يجلس أمام التلفاز وينتظر هدية أو جائزة قطعا لا يستحقها ..!
*يبدو لي أن الاتحاد الدولي مغلوب على أمره ، ولا يكيل الا بمكاييل (الريال) و (البرشا) ، لذا لا عجب أن ظل (رونالدو) و (ميسي) يحكمان العالم كرويا حتى وهما تحت التراب ..!
* الويل والثبور وعظائم الأمور لمن يتجرأ على منافسة (الريال) و (البرشا)، فحتى اذا تفوق أي فريق في القارة العجوز ، فلن يكون لتفوقه صدى يذكر ، فلن ترضى عنك (الفيفا) أبدا ، الا لو كنت لاعبا في (ريال مدريد) أو (برشلونة) ، ولو جمعت كل الألقاب في يمينك ويسارك فلن تلمس كرة ذهبية واحدة ، طالما وأنت تغرد خارج مجرة النظام العالمي الجديد ، أما (ميرنجي) تهابك شياطين (الفيفا) ، أو (بلوغرانا) طارد لأولاد الابالسة ، ودائما الخياران احلاهما (مجاملة ) و (طبطبة) وتعصب ، وكلها مؤشرات تؤكد أن (سعد زغلول) لم يكن مخطئا عندما قال :
ما فيش فائدة يا صفية ..!!!