محمد العولقي يكتب عن : * الأدميرال ... !!!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 
 
 
* مثل العقرب تماما .. يقف الحارس الدولي الكبير (عبد الجبار عباس ) حاملا شوكته على ظهره ..
* كان عليه أن يتأقلم مع أجواء (الميناء) .. وأن يقضي على الفوضى الأمنية التي كادت تفترس الحراسة الميناوية مع تراجع مستوى الحارس الأساسي (محمد الحبشي) ..
* رمى بحر (التواهي) على رصيف (الميناء) فيروزا ثمينا لا يقدر بثمن .. وسرعان ما تحول الصيد الثمين والبلاتين النفيس الى (ادميرال) حقيقي يشرف بنفسه على دواعي الأمن على رصيف (الميناء) ..
* لا أحد يدري من أين أتى (عبد الجبار عباس ) ..؟! ولا من أين ينبع ميناءه ..؟ لكن الأكيد أنه كان يصب في بحر (التواهي) .. ففي فترة وجيزة تحول الى (مرشد) للسفن السماوية .. وفي غمضة عين كان يحتل مكانة مدهشة في سجلات حراس المرمى الجنوبيين  الخالدين ..!
* كانت سفينة (الميناء) السماوية التي خرقها بعض المعتوهين ليس على طريقة الرجل الصالح في رحلة (موسى) العجيبة .. تتقاذفها الأمواج العاتية .. والرياح الصاخبة .. ومع بزوغ فجر (عبد الجبار عباس) أعاد للحراسة الميناوية ثباتها وتوازنها واستقرارها  ..
* كان (عبد الجبار عباس) شبلا وهو يقتحم عباب بحر (التواهي) .. وكان صبيا وهو يرتب أحوال سفن (الميناء) على الرصيف ..
* ربما كان أصغر حارس مرمى في تاريخ كرة القدم الجنوبية يذود عن مرماه ببسالة أمير البحار .. وصلابة (أدميرال) تلقى تعليمات بسرعة اعادة الانضباط الأمني للحراسة السماوية ..
* في ثالث موسم له مع (الميناء) أنجز ما يعده المراقبون اعجازا حقيقيا .. فوسط محيط موسم عاصف قاصف .. لعب (عبد الجبار عباس ) دور البطولة مع فريقه (الميناء) ..
* فغر الفنيون والنقاد أفواههم في دهشة .. وهم يرون (الأدميرال) يضبط بوصلة السفينة الميناوية ويصل بها الى (وصيف) الأمان ..
* كان موسم( 84 - 85 ) هو موسم (عبدالجبار عباس) بكل أمانة .. فقد تحدى لوحده جميع الاعاصير .. وتصدى بمفرده لكل الدوامات البحرية .. وفي لحظة عيد رقص فريق (الميناء ) على رصيف ذلك الموسم .. مبتهجا بلقب وصيف الدوري ..
* نصب فريق (الميناء) حارسه الفدائي (عبد الجبار عباس) قائدا لمجموعة من الشباب .. وفي تدرج منطقي .. تخطى (الميناء) عتبة الكبار .. الى أن فرض على فريق (الشرطة) مواجهة مصيرية لتحديد بطل الدوري ..
* وفي عشر دقائق ارتبكت فيها السفينة السماوية .. سجل (وجدان  شاذلي)  و الجناح الصاعق (مشتاق محمد سعد) هدفين للشرطة في مرمى (عبد الجبار) .. لكن الحارس الشاب عرف كيف يتجاوز البداية المرتبكة .. فمنح زملاءه جرعة ثقة وهو يحبط محاولات غزو شرطاوي جديد .. الى أن دانت السيطرة المطلقة لفريق (الميناء ) .. لم تترجم الى أهداف .. رغم أن (رائد عباس) قلل الفارق .. دون أن يمنع ضياع اللقب ..
* لم يساير الجمهور أدنى شك في أن (عبد الجبار عباس) يستحق لقب نجم الموسم بلا منازع ..
كان ذلك الموسم ترجمة فعلية لبراعة (أمير البحار ) مع منتخب الناشئين .. حين قاده باقتدار للتأهل الى نهائيات أمم آسيا بالدوحة .. محتلا صدارة المجموعة على حساب صاحب الأرض (المنتخب السعودي) ..
* نتذكر من المواجهة الشاقة والممتعة مع المنتخب السعودي .. بسالة (عبدالجبار) أمام زملاء (مروان بصاص) و (وعبد العزيز الزرقان) ..
* حافظ (عبد الجبار عباس) على مكانته في حراسة مرمى المنتخبات الجنوبية .. واستطاع أن ينتزع الرقم واحد من حراس كبار من طراز (ابراهيم عبد الرحمن) و (عادل اسماعيل ) ..
* وعندما زينت ذراعه شارة القائد .. أبحر بسفينة (الميناء) في أول موسم يمني .. وبلغ بها نهاية المطاف أمام (التلال) .. كان (عبد الجبار ) أسدا في مرماه .. يزأر في عرينه يبتلع الخصوم .. وفي المقدمة كان (الصقر) المدهش ( منيف شائف) يقتنص الطرائد بشهية مفتوحة ..
* مجددا كان (الوصيف) قدر فريق (الميناء ) الرمادي .. وكان ذلك اللقب ختاما بطعم المسك للحارس الميناوي .. الذي كان في قمة التألق والتميز ..
* تميز (الأدميرال) في عرينه بقوة شكيمة لم يدانيه فيها حارس مرمى آخر .. كان موجها من الخلف .. مرشدا للسفن الميناوية .. ضابطا للأمن العام في الخطوط الخلفية .. مهندسا خبيرا في رسم معالم الطرق التي تؤدي الى (روما) ..
* امتلك (عبد الجبار عباس) جسدا مرنا مطاطيا مذهلا .. وسرعة رد فعل مباغتة .. وحركة دؤوبة في مرماه .. فهو لا يكف عن رصد المهاجمين بعيني (أدميرال) خبر البحر وعرف أسراره .. كما أنه امتلك رشاقة لاعب باليه .. وهو يقسو على نفسه بتمارين عنيفة وقاسية .. صنعت منه حارسا فذا .. يخشاه كل مهاجم مهما بلغ شأنه ..
* القائد (الأدميرال) يرصف الشوارع حبا وعلما وعملا .. تناساه مسؤولو  القلة (المعاقة)  و (العاقة) .. بخلوا عليه بمكانة تليق به .. وتكريم يستحقه .. لكن (عبد الجبار عباس ) يعلم تماما أنه شامة ميناوية سماوية على خد كل من صفق له وهتف باسمه .. ومثله كفيل أن تعيده الأيام الى المكانة الكروية التي يستحقها ..
* مليون تعظيم سلام للحارس (الأدميرال) عبد الجبار عباس .. الذي لا زال كنزا كرويا لا يقدر بثمن ...!