فلفل وشطة

Monday 30 November -1 12:00 am
----------
 
 
* لا يجب أن يشعر المرء بأي إحباط عندما تأتي الأحدث على عكس ما تشتهيه سفنه ..
* الله دائما رؤوف بعباده الصالحين .. ما يعتقده المرء (عقوبة) في الباطن .. يسخرها الله (رحمة) في  الظاهر ..
* يوم السبت كنت مستبشرا بتحقيق نتيجة إيجابية أمام (قطر) في مستهل رحلة أحمر (اليمن) .. شأني شأن أي مشجع غير ضال ..
* لكن فرسان (سبأ) رفعوا الضغط عندي إلى أعلى منسوب . .في ظرف ربع ساعة سكنت ثلاثة أهداف مرمى (اليمن) .. منها الهدف (الغبي) .. والهدف (الذكي) .. والهدف الذي يجعلك تنكمش في نصف هدومك ..والهدف الذي يجمع بين الملهاة والكوميديا ..
* صليت ركعتين لله الواحد القهار .. اعترافا بفضله علي .. فلو صادف و إن تواجدت في الاستديو التحليلي لقناة (الكويت) .. وكنت شاهد عيان على (رباعية) الفلفل والشطة  .. كيف كنت سأبرر هذه الحصيلة الثقيلة من الأهداف .. والأداء المتواضع الذي لا يصل الى لعب (الحواري) .. ؟ هذا لو أن قلبي العليل تحمل وزر منسوب هذه الفضيحة في زمن الكوليرا ..
* كيف سأبرر تحول لاعبي اليمن الى رجال مرور .. ينظمون الحركة القطرية نحو مرمى مدير إدارة المرور (عياش) ..؟
* لو قلت للجمهور و المشاهدين .. وهم أذكياء يفهمونها وهي طائرة و زاحفة .. أن النتيجة طبيعية للغاية لمنتخب حائر بين وزارة (محتلة) شفرت الفلوس .. ووزارة (شرعية) مغلوبة على أمرها .. فلا تأثير لها سوى تكديس الوكلاء و المساعدين و المستشارين ..سيقع فأس التبرير على رأسي .. فما أدراني وأنا أتجمل أن يسألني المذيع : كيف تبرر هذا  التناقض .. والمنتخب يلعب في تصفيات آسيا على قدم وساق ..؟ 
 ثم إن (القاهرة) تشهد على أن المنتخب يعسكر هناك .. وفندق الإقامة لا يخلو من العسل والحليب و عصير الفواكة الطازج ..
* هل كنت سأبرر (الأربعة) على شماعة أن الملعب أمتلأ بالأمطار والثلوج مع أجواء مرعبة من البرق والرعد والرياح ..الى آخر أغنية كاظم الساهر ..؟
* لكن الجو في ذلك اليوم على ذمة زميل كويتي كان صافيا والشمس ساطعة .. وهو ما يؤكد أن الطقس برئ من دم منتخب (اليمن) براءة (حميد شيباني) من مفاهيم كرة القدم ..
* لو قلت : منتخب اليمن خاض رحلة طويلة مثل (ابن بطوطة) ليصل إلى (الكويت) .. ثم إنه قادم من تحت أنقاض حرب عاصفة قاصفة .. من الممكن أن يفحمني المذيع قائلا : عذرك أقبح من ذنب .. فمنتخب (سوريا) يعيش نفس الظروف .. ومع ذلك كاد يصعد الى كأس العالم .. ومنتخب (ليبيا) بلا دوري .. وبلا معسكرات ومع ذلك ولدت معاناته إبداعا حقيقيا في القارة السمراء ..
* حسنا .. لو أنني حملت مسؤولية (الأربعة) ونسبتها للحكم ومساعديه .. واتهمت الثلاثة أنهم مستوردون من الخارج لتشويه وجه وطن الثلاثة آلاف حضارة .. فالحكم حاقد على (الصاصي) لأنه (جنوبي) .. والمساعد يرفع رايته مرارا لايقاف (ميسي اليمن) اللاعب (أحمد السروري) لأنه (شمالي) .. من يضمن لي ساعتها أن يخرج المذيع لسانه قائلا :
على رسلك .. يبدو أنك ترتدي نظارة من محلات (بشار بن برد) .. فمنتخب اليمن أصلا لم يصل إلى المرمى .. ولم يغادر خندق التكتل غير (الحميد) .. فعلى أي أساس تتهم الحكم ومعاونيه ..؟
* طيب لو قلت مجاملا أن منتخب اليمن دفع ثمن تهوره الهجومي .. فلماذا لم يحرز هدفا يتيم الأبوين ..؟
وإذا كان منتخب اليمن قد تخندق دفاعيا بحثا عن لقبه (أبو نقطة) .. فكيف استقبلت شباكه أربعة أهداف عدا ونقدا ومع الرأفة ..؟
* لو سألني أحدهم .. هل هناك فعلا بصمات للمدرب (ابن المحظوظة) القادم من بلاد الحبشة (مبراتو)..؟
سأحك رأسي قليلا لعلي أجد حلا لهذا الفخ .. (أبراهام مبراتو) لا علاقة له بالتدريب .. لكن (حميد) صاحب مخبازة (الشيباني) يعض عليه بالنواجذ لسببين :
الأول : أنه مكلف بمسح أرض الملعب بسمعة اليمن .. وسعره في السوق يساوي علبة (تونة) ..
والثاني : أن بين (اليمن) وهذا الأثيوبي علاقة (قات) .. فلا مانع من تحويل المنتخب إلى (مقيل) يطيب فيه السمر لكل عابث و نافث ..
* وطبعا قد يسألني المذيع .. ربما كانت نتيجة (الأربعة) نتاج إهمال وتسبب اداري ..؟
عندها قد أحتج وأرتج .. أزبد وأرعد .. نافيا التهمة .. وهاكم دفاعي ..
يشهد الداني أن إداري المنتخب كان يحمل الكرات بإنتظام .. ويجلب العصير الطازج للبهوات اللاعبين في وقته .. كما أنه (ميقاتي) ممتاز ويضبط ساعته على مواعيد الوجبات الثلاث وربما (الأربع) .. 
أما مدير المنتخب .. فهو يا حبة عيني مؤرق البال .. لا يهدأ ولا يستكين إلا بعد أن يطمئن على أن (صغاره) في سابع نومة .. ويحلمون أحلاما سعيدة .. ليس من بينها حلم (أربعة شلوا جمل) .. والشهادة لله فإن مدير المنتخب يوفر طلبات اللاعبين بدءا من الفواكة الطازجة ونهاية باللوز والزبيب وحب العزيز .. كما أنه يشرف بنفسه على (نوم) اللاعبين ويغني لهم (حرة يا بطة يا فلفل شطة) ..
* سوف أدافع عن رئيس البعثة وأستميت في الدفاع عنه .. فهو لم يقصر .. فقد زار اللاعبين قبل وبعد المباراة .. وفي كلتا الحالتين قال لهم (شاباش) .. المهم سلامة الرأس .. كما أن تحركاته كانت أفضل من تحركات اللاعبين داخل الملعب .. فهو من ذهب الى السفارة وطالب بتعبئة جماهيرية لزوم (الفرجة) والرقص على السلالم الموسيقية للأربعة ..
* ومادامت سفينة (اليمن) المتشظي تتسع لمن ينافق ويكذب ويبرر ويعمي عيون الجماهير اليمنية لأنها مستبشرة .. فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ..!