رياضة عدن !!

Monday 30 November -1 12:00 am
----------

 من بين كوارث الرياضة اليمنية وحالها السيئ، أعتقد أن عدن ومن واقع تاريخها الطويل وأفضليتها في حقبات ماضية، كانت الأكثر ضررا بين الأخريات، لأنها وقعت في شرك مختلف لم يرحمها ولم يترك لها مجال للانتفاضة والخروج من حيث وجدت نفسها، فصارعت مرة ومرتين قبل أن ترضى بالحال والواقع الذي "جثم" فيه بعض المترهلين والطامعين الذين أخرجوها من إطارها واستبدلوا بروازها تحت مسميات المصلحة ثم المصلحة .

 واقع رياضة عدن "مخيف" هكذا كتبت العناوين منذ سنوات بعدما أصبح رُقيها وتميزها من الماضي وظل الجديد الموازي والملائم لها بقيمة ما احتفظت به في سنوات تاريخها غائبا ومعدوما ومن المستحيل لأن من امتلكوا قرارها كانوا الأكثر قسوة وجشعا وأصحاب الدور الأكبر في كل ما ابتلاها في حقبات متتالية إلى أن وصل بها الحال اليوم بأوضاع أقل ما يقال فيها أنها مأساوية وسحيقة ومتردية.

 في عدن تمخضت كل الأدوار التي تقمصت فيها جهات القرار الرياضي والسلطوي، إلى وضع مختلف لم يعد ينتسب إلى أمجادها وما فرضته على مواقع الرياضة في المحافظات الأخرى التي كانت ترى فيها مثلا أعلى ومرجعية عبر شخصياتها وقياداتها وأنديتها ونجومها الكبار الذين كانوا وسيبقون الأجود في كل تاريخ الرياضة اليمنية.

 في عدن كانت النجومية حاضرة في أنديتها عبر ألعاب عدة أبرزها القدم والطائرة والسلة وبينهما قدرات تاريخية كانت تجيد صناعة الفارق وخلق الجديد على مسار مشترك مع كل ما تتطلبه المرحلة، ليكون الثبات غاية ويبقى الحوار مميزا ويظل الشكل العام فرضا على الجميع ومحسوبا بحسابات عمل منظم .. أما اليوم فحدث بكل شيء مختلف والسبب يتجلى بوضوح ودون الحاجة إلى شيء من المنمقات، في غياب تلك القدرات التي تتبنى مهام العمل الحريص على التعاطي مع كل جزئية على حدة خدمة للموقع ولما ينطوي تحته، ويكفي أن تنظر إلى أحوال رياضة عدن اليوم وكيف أصبحت أنديتها ومواقع قرارها، لتتعرف على ذلك بأقل جهد وتدرك بأن الماضي وحده أصبح ما يميز الرياضة في هذه المحافظة، بعدما جثم عليها نافذون متمصلحون وأن كان لبعض منهم منسوب رياضي.

 الحكاية في الحديث عن عدن ورياضتها "تتعنون" بالمرارة والوجع، لأن المصاب جلل ويرمي بثقله على كل الخطوط التي قد يلتمسها البعض بآمال العودة والبدء في النيل لشيء مختلف يحفظ ماء وجهها المشوه بتصرفات "صبيانية" تصل حدا غير معقول فيه من "السوء" حد مفتوح لا يقنع ولا يعترف بنقطة النهاية، مادام الأمر ممكنا للعبث واللعب والنيل من العطايا التي تقدمها لهؤلاء "العابثين" المرتزقة القادمين من بعيد مستندين على بعض الشخصيات التي باعت الضمير وارتضت أن تكون سلعة تتأرجح أسعارها وفقا لأهواء البعض .

 أعترف بأن سطورا كهذه وحروفا أجمعها في إطار هذه المساحة، لن تكون مجدية ولن تؤثر ولن تأتي بالتغيير، بعدما تشبعت ممرات الرياضة العدنية بعبث تلك المجاميع التي استحوذت عليها بلغة النفوذ والأرقام التي تمتلكها، لكني على يقين أيضا، بأني أضع رسالة مهمة للجميع بوضعية رياضة محافظة كانت يوما أغنية في حناجر الجميع، وعليه يكون أن علينا مابين حين وآخر أن نسطر للحديث عن رياضة انتسبت إلى التميز وأصبحت اليوم تتقوقع في محلها بل تزداد سوءاً وعلى مرأى من الجميع، مادام من يصنعون ذلك يعتمدون أبناءها ليكونوا أدوات للتدمير .. سلام.

نشر في اليمن اليوم: