المملكة السعودية صنعت عاصفة الحزم لنفسها فخلقت اسبابها ومبرراتها و بأيادي يمنيه ساذجة مستهدفة في ذلك ما تعتبره خطر يهدد امنها ومصالحها ويتمثل هذا الخطر بأطراف يمنيه ظهر مؤخرا ثقلها وقوتها العسكرية على ارض الواقع اليمني .
نشير هنا الى الجماعات التي هي خارج الطاقم السعودي الحاكم لليمن والتي لم يتم ترويضها لفهم الاشارات المنبعثة من الرياض والتي ترسم مسار السياسة اليمنية منذ عقود وهو ما تراه المملكة متوفر في طرفين رئيسيين هما الحوثيين والاصلاح وتعتقد ان الخطورة تكمن في كونهما جماعات تسعى للسلطة و الحكم والاخطر من ذلك في نظرها ان طموحهما لا يتوقف في حدود اليمن بل يمتد الى الدول المجاورة وابعد من ذلك.
انه احد ما ينبغي ان لا يصدق ان المملكة صنعة العاصفة باليمن وستخسر عشرات او ربما مئات مليارات الدولارات لاستعادة الشرعية في اليمن ونصرة شعب مكلوم كما تدعي فمن السذاجة البالغة تصديقها في ذلك بل الحقيقة انها غامرت في ذلك لإعادة ترتيب طاقمها الحاكم لليمن واعادتها الى حضيرتها بعدما كانت صنعاء قد تمردت على الرياض العام 2014 م وخرجت عن سيطرتها وكذلك ازالة ما تراه تهديد لأمنها ومصالحها من وفي اليمن بالإضافة الى اهداف اخرى جانبيه ليس المقام هنا للتفصيل فيها .
المهم هنا هو ادراك المهمة الأساسية التي تبنتها المملكة لتحقيقها من خلال عاصفة الحزم والتي تجسدت بتدمير مصادر القوة للحوثيين والاصلاح حيث بدأت بتدمير السلاح من خلال العاصفة ودفع الجماعتين للاصطدام المسلح الامر الذي يفضي بهما اخيرا الى جماعات منزوعة السلاح.
يعقب ذلك استهداف ما تبقى من مصادر القوه المالية والفكرية لهما مستفيدة في ذلك من قرار مجلس الامن رقم 2216 و الخصومة والتشظي المسيطر على الاطراف اليمنية عموما وهاتان الجماعتان خصوصا وهو الوتر الذي تعزف عليه المملكة دائما ويجعلها ممسكه بخيوط اللعبة بين الاطراف اليمنية وتحريكها دائما كقطع الشطرنج .
قد يكون صعب تقبل هذه الحقيقة من البعض ولفهم مجريات الاحداث في اليمن بشكل صحيح يجب ان يكون ذلك داخل اطار علاقة المملكة باليمن وهي علاقه حقيقتها مأساويه بالنسبة لليمن لان المملكة تنظر الى اليمن على انه تابع او ملحق لها و يجب ان تكون السلطة فيه بيد طاقمها الذي تشكله بنفسها واشد من هذا مرارة على اليمنيين هو جهود المملكة وتصميمها على ابقاء هذا الملحق ( اليمن ) ضعيف منهك يراوح بين الحياه والموت .
ونصيحه للثوران الاسود والابيض اتركا التصادم فورا وجنبوا انفسكم وبلدكم الدمار الشامل ما لم سيأتي عليكم وقريبا اليوم الذي تجدون فيه انفسكم اسرى منهكين داخل اسوار حديقة الثيران الملكية جنبا الى جنب مع الخيل الذي سبقكم اليها بعقود ,
جميعكم تنتظرون العقال الملكي متى يأتيكم بالتبن صباحا ومساء لتقتاتوا محدقين بعيون الندامة والحسرة خارج اسوار الحديقة نحو اليمن وقد اصبح ورائكم مدمرا محروقا ولسان حالكم يقول اوقع بنا الخيل والعقال الملكي .
