من النادر الجمع بين قوة الشخصية وقوة المنصب في شخص واحد كما حدث اليوم صانعا من الجنرال محسن كيان ذو قوة مزدوجة ، فكان لابد ان يترافق مع حدث كهذا حضور هذا الكم الهائل من القراءات التحليلية بشأنه في محاولة لتصوير مشهد واضح المعالم لنتائج المهام التي سيصنعها هذا الكيان القوي وقد قيلت الكثير منها بالفعل ومن شتى زواياه الممكنة للقراءة ، الكثرة التي تعزى الى قوة التأثير والنفوذ التي تتمتع بها شخصية الجنرال حيث تركت بصماتها في مواضع كثيرة واتجاهات شتى الامر الذي فرض استحضار هذه البصمات اثناء التحليل لاثراءه وفعلا اغلبها كان صائبا بغض النظر عن الايجابية او السلبية التي قرئ الحدث من زاويتها فهو يبقى مجرد رأي لذلك القارئ .
وفي الوقت الذي لا انفي فيه اي قراءة تناولت هذا الحدث استطيع القول بان اغلبها اصاب الهدف لكنها تبقى لقطات مجزأه لمشهد واسع يحتاج الى التقاط صورة واحده من مسافة ابعد لتحوي بداخلها كل اللقطات الجزئية لترسم الصورة الكاملة للمشهد وهو مايمكن التعبير عنه بهذه الكلمات الموجزة " جنرال المرحلة لاداء المهمة الاصعب " .
وهنا لابد من القول لخصوم الجنرال استعجلتم في محاولة استلاب الجمهورية من هادي الذي نال رئاستها المؤقته بالاجماع وشرعية انتخاب توافقي ، فعلتم ذلك بطريقة لم تشاهدها البشرية من قبل حتى في افلام هوليود التي قد تجد فيها مستقبلا مادة لتصنع منها افلام الترويج للدكتاتورية وعننجهية القوة في مواجهة سيف السلام الذي اختاره هادي سلاحا لحماية جمهوريته الاولى .
كان ذلك منكم وكان الجزاء من جنس العمل ليضرب بكم اليوم مثلا يضاف الى الامثال العربية الشائعة التي تقال في حالة كهذه حين يصطاد صياد لغيره كما تصطاد اللبؤة للاسد فها انتم اليوم وجها لوجه مع الجنرال محسن اقوى خصومكم وقد اصبح قاب قوسين او ادنى من هذا المنصب الذي لم يكن يوما في باله وانما جذب اليه بمحاولتكم سطوه بالقوة التي اغتررتم بها فأردتكم الهاوية .