حصريا لكم تاج السيادة ياابناء اقليم الجند إرثا من اجدادكم ملوك حمير وبني رسول ، فخرا احملوه على الرؤوس حدثوا من سواكم بما صنعته هذه الدولتان من اسطورة لم ولن يكن بمقدور دولة غيرهما اعادة صناعتها الى يومنا هذا انها اسطورة السيادة اليمنية الحقيقية على كامل تراب اليمن التاريخي ، حدثوهم ان اليمن بعصوره الثلاثة القديم والوسيط والحديث بالدول التي قامت عليه لم يكن يوما ما بلدا سيدا حرا إلا اثناء حكم دولتا حمير والمظفر اللتان انطلقتا من هذا الاقليم باسطتان اليد على كامل التراب اليمني .
اخبروهم عن دولة حمير التي انطلقت من المنطقة الوسطى من اب وكانت عاصمتها ظفار 640 عاما من الشموخ بداية من 115 ق.م الى عام 525 م ، دولة قوية لم يشهد لها التاريخ اليمني نظيرا بين طياته ، بعدها وقريبا منها جغرافيا ووصفا قامت دولة المظفر الدولة الرسولية وانطلقت من عاصمتها تعز صامدة بشموخ طيلة قرنين وربع القرن بداية من 1229 الى عام 1454 م هكذا يقول التاريخ فتشوا كتبه لن تجدوا ما يناقض هذا .
المهم حدثوهم ان كلا الدولتان قد وضعت يدها على كامل التراب اليمني وهو مالم يتحقق لاي دولة يمنية اخرى ليس هذا فحسب بل هما ايضا من تفرد بتملك كامل للسيادة اليمنيةسيادة نقية صافية دونما تسبيح بحمد لهيمنة خارجية ابدا ، فلا سبحت بحمد مملكة النبي سليمان ولا الفراعنة ولا الروم او فارس كما لم تسبح بحمد خليفة اموي او عباسي ولا بحمد ملك فاطمي او مملوكي ولا بحمد سلطان ايوبي او عثماني كما سبحت بقية الدول اليمنية الاخرى تسبيحا مازال قائما الى يومنا هذا .
وقريبا بالامس كان الابطال من اقليم الجند هم القلب النابض لثورة 26 سبتمبر وقادتها ، ليجدوا انفسهم لاحقا ملاحقين مقصيين من قبل لصوص السلطة واعداء الثورات الامر الذي اجبرهم للقيام بردت فعل في سبعينيات القرن الماضي ، الكفاح الذي قادته الجبهة الوطنية وتفجرت براكينه في المناطق الوسطى من اب وتعز بهدف استعادة ثورة سبتمبر وتصحيح مسارها ، البركان الذي هز كيان النظام العنصري وافقده التوازن ، لو لا انها تراجعت بسبب خذلانها من بقية مناطق الجمهورية التي لم تكن تدرك السبق للمطلب الحقوقي انذاك و الذي كانت تطالب به الجبهة الوطنية ، كان مطلبا لا يختلف في جوهره عن مطالب ثورة 11 فبراير التي جائت متإخرة عليه بثلاثون عاما ، الثورة التي كان الابطال من ابناء اقليم الجند ايضا قلبا نابضا لها كعادتهم وهاهي اليوم تعز مجددا تواصل مسيرت البطولة لتحطيم عرش الدكتاتورية ، تخوض اليوم غمار مهمة شاقة وباهض ثمنها من التضحية والفداء تدفعها تعز وحدها لتنفرد بدور البطولة والابطال متصدية صامدة في وجه طاغوت العنصرية الذي تسبب لليمن بهذه الكارثة .
العنصرية ابغض الاشياء ولست من دعاتها لكني ادعو من ينظر الى هذا الاقليم بنظارة مشوشة ان ينظف نظارته او يبدلها بأخرى صافية او ينقي كيانه من اعماقه المملوئة عنصرية ليتمكن من رؤية هذا الاقليم على حقيقتة ، الرؤية التي عنوانها المجد والبطولة وإلا فهذا تاريخ الاقليم سيدا للسيادة اليمنية ، رجاله الابطال قلبا نابضا لثوراته الوطنية فماذا عن تاريخك يا من تسيئ النظرة الى اقليم الجند .