قتل الحمدي من كان بيده فتح ملف التحقيق الشفاف والنزيه للجريمة لينتهي بكشف المجرمين القتلة ومعاقبتهم ، لكنه لم يفعل ذلك بل عمد الى طمس معالم الجريمة وتصفية اقوى خيوطها ، فالحمدي لم يغتال بعيدا عن الانظار في قلب الصحراء ولا في اعماق الغابة ، بل داخل منزل ، القتلة معروفون .
قتل الحمدي من تعمد طمس ذكراه وانجازاته الخالدة من ذاكرة الشعب ، من عتم عليها اعلاميا ، من لم يضمنها في مناهج التعليم المدرسية لتكون مثالا للأجيال القادمة ونموذجا للإخلاص الوطني يحتذى به ، من لاحق انصاره وعشاقه وفتك بهم ، من سلب الناس عيش رخاء وسعة كانوا فيه وابدلهم عيش الفاقة والفقر، من افسد اقتصاد البلد وافقد عملته النقدية تسعون ضعفا من قيمتها .
قتل الحمدي من اثار النعرات والعنصريات التي كان الحمدي قد اخمدها ، من احياها ليصنع منها خصومات يدير بها صراع دائم للإطالة عمر نظامه وابقائه في مأمن ، من كان الحمدي قد سلبه مشروع النفوذ والهيمنة القائم على عنصرية المناطقية والسلالية و القبلية لاسيما ان الحمدي كان ذاهب في غده الى عدن لتعزيز ذلك بالتأسيس لوحدة الشراكة الحقيقية بين الشطرين .
قتل الحمدي من دمر مسيرته الوطنية التي انتهجها لبناء اليمن القوي ودفع حياته ثمنا لها، فقتله من استبدل سيادة الوطن واستقلاله بالتبعية والعمالة ، من استبدل النظام والقانون بالفوضى والهمجية ، من استبدل نزاهة الحفاظ على اموال الشعب ومقدراته بالفساد واللصوصية ونهب الثروات .