* تواجه معظم الأندية العدنية صعوبات جمّة سابقًا وحالياً ، أبرزها المشاكل المالية ، التي لم تعد خافية على أحد ، وهي مسألة لا تنعكس سلباً عليها وحدها ، بل على النشاط الرياضي العدني والوطني بشكلٍ عام ، وعلى اللاعبين والمدربين والإداريين بشكل خاص.
* بعد انتهاء حرب صيف العام 2015 ظننا أنه سيتم النهوض بواقع الحركة الرياضية في العاصمة المؤقتة عدن ، ولكن ما حدث هو أن الأزمات تضاعفت ، والأندية معروف أنها مؤسسات أهلية مستقلة مالياً وإدارياً من المفروض أن تعتمد في تسيير أنشطتها في المقام الأول على مواردها الخاصة ، التي تتكون غالباً من (عوائد الاعلانات ، والحقوق الإعلامية ، والتبرعات ، والهبات، والاستثمارات، واشتراكات الأعضاء) .. إضافة إلى المخصصات المعتمدة من صندوق رعاية النشء والشباب والدعم الحكومي إن وجد.
* وبما أن الحياة الاقتصادية الطبيعية شبه متوقفة في بلادنا ، وصوت الحرب الذي يعلو على كل الأصوات ، وهو المسيطر فإن كل تلك الموارد المشار إليها بعالية أصبحت بعيدة المنال ، وبقي الأمل في الله ، ثم بمخصصات الصندوق ، وما تقدمه الحكومة من دعم يسير، وما تمتلكه بعض الأندية من استثمار حقير، لا يكاد يفي حتى بقيمة الماء والكهرباء ، وإن جاوز ذلك ، فإلى قيمة عبوات الماء الصغيرة المقدمة للاعبين في التمارين اليومية للألعاب الرياضية ، وللتغلب على تلك الصعوبات ، كان الأمل في أن تجد الرياضة من يسندها على مستوى الدولة (!!) ، أو من خلال التحالف العربي الذي شمل بإغاثته كل المجالات ونسي الرياضة والأندية الرياضية رغم أهميتها في حياة الشباب خاصة ، والمجتمع بشكل عام.
من يخلص التلال من عذابه؟!
* نادي التلال الرياضي الثقافي أقدم الأندية وعميدها، ظهرت إلى العلن أكثر من مرّة أحاديث عن ما يعانيه النادي من مشاكل في المنشآت والموارد ، ووصل الأمر بالبعض إلى اعتبار أن ما يتعرض له التلال في الوقت الحالي إنما هو (مؤامرة) تحاك للنيل من عمادته وعراقته المتأصلة في تاريخه الناصع البياض ، والذي تزايدت أوضاعه تعقيداً بعد استقالة الإدارة المؤقتة (الجماعية) وإصرارها على عدم العودة، ما جعل التلال الآن من دون مقر ، ومن دون موارد ، ومن دون إدارة تقوده في المرحلة القادمة!!.
* الأكيد أن التلال ليس الوحيد في ساحة المعاناة ، لكن التلال أجواؤه تضجّ أكثر بفعل شعبيته الكبيرة، وهناك الكثير من الأندية التي تعيش مشاكل مشابهة ، لكنها تندب حظها وتحكي همومها ، ومدى الصعاب التي تواجهها ، لتأمين المتطلبات المالية ، الكفيلة باستمراريتها على استحياء ، لكن التلال يا سادة (واجهة الرياضة في عدن الحبيبة) ، فمن يعيد لوجهه ابتسامته؟!
* ويبدو أن الحلّ ليس قريباً ولا يرتبط بالأندية وحدها ، بل بالواقع الرياضي والاقتصادي والسياسي للبلاد ، ولكن هناك جملة من الحلول التي يمكن طرحها من خلال البحث عن تنويع مصادر الدخل للأندية ، حتى تتمكن من تغطية المصروفات الكبيرة التي تُثقل كاهلها ، والتي تتمثل في رواتب وحوافز اللاعبين والمدربين ، إضافة إلى تكاليف النقل ، في الوقت الذي تهدر فيه موارد ضخمة ، في ظل عدم الاستفادة من قواعدها الجماهيرية الكبيرة.
الاستثمار بالتسويق الرياضي
* التسويق في المجال الرياضي أحد أهم الوسائل والطرق التي تسهم في حل كثير من المعوقات المادية التي تتعرض لها الأندية الرياضية باعتبار أن المجال الرياضي مجال مهم وحيوي ، وفرص الاستثمار فيه كبيرة وبإمكان الأندية إذا استغلّت ما يتوفر لها من موارد أن تضخ في خزائنها مبالغ طائلة تُغطي النقص المادي الكبير الذي تواجهه في ظل وضع اقتصادي متردٍ تعيشه البلاد.
* ولا تزال الأندية العدنية تتعامل مع الجوانب المالية بإهمال كبير ، وبصورة تقليدية ، بعيداً عن الاحترافية، إذ أن الاعتماد مالياً يكون كلياً على رؤساء الأندية والتجار وأعضاء مجلس الشرف وتبرعات الأعضاء (إن وجدت) .. وتغفل الأندية استغلال قواعدها الجماهيرية، وذلك بتحويل جماهيرها من مجرّد مشجعين إلى عضوية فاعلة ، تساهم في رفد خزائنها بصورة مستمرة ، من خلال دفع رسوم اشتراك شهرية تخلّص الأندية من حالة العوز التي تعانيها ، إلا أن العائق حيال ذلك الأمر يتمثل بعدم توفير محفزات ، تدفع بالجماهير لاكتساب العضوية لما تعانيه الأندية من حالة متردية مع عدم توفر بنية تحتية تحث الجماهير على الاشتراك في النادي ودفع رسوم الاشتراك، وهو ما يتطلب تضافر الجهود وتقديم الدعم الحكومي في هذا الجانب، بحيث يكون الدعم موجهاً لتأهيل البنية التحتية وتهيئتها لتصبح مصدر دخل، بدلاً من أن يكون الدعم موجهاً لتسيير النشاط فحسب.
عن الايام